ألإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط..!!

مشاهدات


 

 

عبد الجبار الجبوري


نجحتْ الإستراتيجية الأمريكية، في مواجهة طموحات الرئيس بوتين والغزو الروسي لآوكرانيا، وتحجّيم دوره في منطقة الشرق الأوسط وأوربا، من خلال الدعم التسليحي والصاروخي والمالي اللامحدود لأوكرانيا في حربها مع روسيا، وفرض عقوبات قاسية عليها، وتحشيد الدول الاوربية والتحالف معها، ضد الرئيس بوتين،وهذا ماعززّ الموقف الأوكراني العسكري والجماهيري، في دحر الغزو الروسي لأراضيها، وصد الهجومات العسكرية للجيش الروسي، بل اًصبح اليوم الجيش الأوكراني ، صاحب المبادرة في شن هجومات مقابلة ، وتحرير مدن سيطر عليها الجيش الروسي،وآخرها مدينة خيرسون وخاركيف،والذي قدم أكثر من مائة ألف قتيل لحد هذا اليوم،وهكذا أفشلت إدارة الرئيس بايدن وأوروبا، الغزو الروسي لأوكرانيا،بعد تورطه في دخول اراضيها والسيطرة على مفاعلااتها النووية في زابورجيا،وهزم الجيش الروسي شر هزيمة في بقية المدن الاخرى، واليوم يتطلّع الرئيس الاوكراني لتحرير جزيرة القرم وزابورجيا النووية، بعد هزيمة بوتين من خيرسون،إذن الغزو الروسي تحطّم على صخرة الدفاع الأوكراني،جيشاً وشعباً وقائداً، بالرغم من تدمير البنى  التحتية ،من قبل الصواريخ والطائرات الروسية،كتعبير عن الفشل العسكري على الارض، لمواجهة الجيش الاوكراني،وبالرغم أيضاً الدعم الإيراني والصيني اللامحدود لبوتين،ومنها الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة،ولهذا الدعم، نرى اليوم الرئيس الروسي يرسل قوات لقمع التظاهرات الغاضبة لمدن إيران ، لمساعدة النظام الايراني في إنهاء التظاهرات ولو بالقوة المفرطة،لإدراك الرئيس بوتين وروسيا، بأن النظام الإيراني على وشك السقوط،والإنهيار الكامل، وذلك لدخول التظاهرات شهرها الثامن ، وبقوة وصمود وإصرار كبير، وسط دعم دولي واسع،لهذه التظاهرات، التي قدمت مئات الشهداء، والآف الجرحى والمعتقلين، ويبدو التدخل الأمريكي والدعم الأمريكي واضحاً، لهذه التظاهرات، إعلامياً وعسكرياً ودولياً،ولوجستياً،وهذا ما حدا بالدول الاوربية كلها ،أن تحذو حذو إدارة بايدن في دعم الإنتفاضة وإدانة النظام الايراني، لإستخدامه العنف والقتل في مواجهة المتظاهرين، في عموم مدن إيران،واليوم نظام إيران على مفترق الطرق،واحواله تشبه الى حدّ كبير أواخر أيام الشاه،وعلامات هذا الإنهيار، أن الادانات توسعّت ووصلت الى قيام بريطانيا والمانيا وفرنسا والاتحاد الاوربي ، في دعوتهم الى قطع العلاقات الدبلوماسية معها،ناهيك عن دعوة إنعقاد مجلس الامن الدولي لمناقشة الاوضاع في مدن إيران، وإصدار قرار بشأن دعم التظاهرات، وتحذير نظام طهران ،،نعم أمريكا تلعب على أوتار القومية والمذهبية في دعمها للتظاهرات، حتى ولو إضطرتها الأوضاع لإستخدام القوة العسكرية ،تحت عنوان التحالف الدولي، الذي إستخدمته مع العراق، خاصة  وأن إيران أصبحت دولة منبوذة أمام العالم كله، لإتهامها رعاية الإرهاب، وإحتضان زعماء وقادة القاعدة وتنظيم داعش،نعتقد بأن السيناريو الامريكي سوف يتكرر في إيران، بعد العراق، ولكن ليس قبل قطف نتائج التظاهرات ،التي تسجل إنتصارات في الشارع الإيراني ،وخاصة المدن الكردية والأحواز العربية،والبلوشستان،نعم التظاهرات الإيرانية تلقى دعماً أمريكياً غير مسبوق، لخلخلة الوضع الإيراني الداخلي، وهو ما إنعكس هذا التدخل على تشكيل حكومة عراقية، ببصمة أمريكية واضحة ، بعد تعسّرها لأشهر طويلة، ولقاءات السفيرة الامريكية اليومية هي وقائد الجيوش الأمريكي في الشرق الاوسط مع السيد محمد شياع السوداني ، لهو أكبر دليل على قوة النفوذ الأمريكي وتدخله في العراق، وتراخي القبضة الإيرانية في العراق وسوريا،إذن مايمكن قراءته هنا، أن الإدارة الأمريكية،سجّلت حضوراً سياسياً وعسكرياً، في العراق،وما مقتل المدرس الامريكي،في بغداد ماهو الاّ رسالة تحذيرية إيرانية واضحة لإدارة بايدن، تقول له،أن المصالح والأفراد الامريكية ،هي تحت نيران أتباعنا في العراق، ويستطيعون الوصول الى أي هدف، وعليكم سحب يدكم من دعم التظاهرات،وجاء الردّ الأمريكي سريعاً ومزلزلاً، بتدمير رتل مكون من شاحنات النفط والأسلحة الإيرانية ،الذاهبة للبنان،أما الدعم الأمريكي لحكومة السوداني، فقد تجسّد بإشراف السفيرة على تقريب وجهات النظر، والضغط على الكردستاني والسيادة ،للقبول بمرشح الاطار التنسيقي، وبشروط وتنازلات للإطار،ولولا الضغط الامريكي لم تتشكل حكومة السوداني، لإصرار البرزاني والحلبوسي والخنجر، على رفض مرشح الإطار،وايقاف القصف الايراني وفصائلها قصف اربيل والسليمانية والسفارة الامريكية،وقد إستطاعت السفيرة الامريكية رامونسكي، بذكائها وخبرتها ،أن تلعب لعبة ذكية، وهي إقناع الحزب الديمقراطي ،بسحب مرشحه –ريبر – ودعم والقبول بمرشح التسوية لعبد اللطيف رشيد ، مقابل برهم صالح، الذي غدر به الإطار التنسيقي وبالتحدّيد كتلة دولة القانون، ونوري المالكي شخصياً( كتصفية حسابات)،في حين فشلت زيارات قاآني وممثل المرشد الأعلى حسن دنائي فرالى بغداد ، لإقناع الصدر والإطار التنسيقي لتشكيل الحكومة،بالرغم من الضغوط  والتهديدات التي مارستها ايران،على مرجع الصدر كاظم الحائري في طهران، وإجباره على الاعتزال والقعود في البيت، بعد غلق جميع مكاتبه في قم والنجف، والطلب من مقتدى الصدرإعتزال العمل السياسي والإنسحاب من تشكيل الحكومة ، تاركاً الباب مفتوحاً للإطار التنسيقي لتشكيها، وهذا ما تم بالفعل،نحن نرى أن الدور الأمريكي،أصبح مؤثراً في الشرق الاوسط، بعد التغييرات الجيوسياسية في ايران والمنطقة، وتحجيم وإنحسار الدور الروسي والإيراني وحزب الله في سوريا والعراق،وإحتواء العلاقة المتوترة بين إدارة بايدن والمملكة العربية السعودية، وبعض دول الخليج العربي ،التي شهدت تقلبات وتهديدات بقطع العلاقة وتوترات ،بسبب تخفيض انتاج النفط ـبقرار من الاوبك،ولكنها عادت وإنتعشت ، بعد تراجع الرئيس بايدن عن مواقفه المتشنجة ضد دول الخليج، لمواجهة إيران وإنهاء دورها التخريبي في المنطقة، والذي يهددّ بشكل مباشر المصالح الإستراتيجية الامريكية في الشرق الاوسط،وخاصة في سوريا والعراق،إنّ تراجع المواقف الأمريكية ،تجاه دول مجلس التعاون الخليجي، أعطى زخماً سياسياً لتظاهرات المدن الايرانية،وأوقف الدول الخليجية ،على الحياد في الحرب الروسية على أوكرانيا، وهذا مؤشر كبير على نجاح سياسة الرئيس بايدن في التعامل مع القضايا المصيرية ، في السياسة الخارجية الأمريكية، وتقدم مصلحة أمريكا على مصلحة إدارة بايدن، التي تؤكد على ضرورة الحفاظ على العلاقات والتحالفات الإستراتيجية، مع الدول العربية،وإستخدامها كمنصة ،لمواجهة ايران وفصائلها وأتباعها في المنطقة ،في حين أن فشل الاتفاق النووي الايراني، كان الورقة التي يلوّح بها بايدن، في وجه الدول العربية، وتخويفها من البرنامج النووي الإيراني،وإعتباره بعبعاً يهددّ دول الخليج، فكانت الإدارة الامريكية تلعب بهذه الورقة ،بازدواجية لإبتزاز ايران من جهة ،والدول الخليجية من جهة أخرى، وبهذا يتجسّد الدور الامريكي المخادع، في أوكرانيا وايران والعراق، هدفه تحقيق المشروع الامريكي في إقامة الشرق الاوسط الكبير، ولو على حساب دماء أبناء هذه الشعوب ،وإشاعة روح الفوضى في دولهم، كما يحصل الآن تماماً ،في العراق ولبنان ،الدول الأكثر فشلاً في المنطقة....هكذا هي الأصابع الأمريكية القذرة في الشرق الاوسط.. !!!

إرسال تعليق

0 تعليقات