الاعتناء بالطفولة مفتاح بناء الاجيال و المجتمع

مشاهدات

 



 

 احمد عبد الصاحب كريم
 

جميعنا نتذكر ايام الطفولة لانها من اجمل و انقى مراحل العمر و التي لا تفارق ذاكرتنا مهما كبرنا و تقدم بنا الزمن و العمر و تغيرت الوجوه و السنين ، في واقعنا الحالي اصبحت فترة الطفولة مجرد ذكريات جميلة جدا و مخزنة في الذاكرة و اضحت حلم جميل يصعب تحقيقه لاننا اذا افقنا او استيقضنا من حلم استعادة الطفولة حيث البراءة و الفطرة السليمة الى مرحلة التعقيد و النفاق و الواقع المرير و تحول كل شيء جميل في المجتمع الى شيء قبيح ،

الطفولة في الوطن العربي و العراق كوننا جزء من هذا الكيان الكبير منقسم الى ثلاثة اقسام طفولة سعيدة و طفولة ممزقة و طفولة بائسة حيث ان الطفولة السعيدة اصبحت قليلة جدا و هي ان الاب و الام يراعون اطفالهم و يلعبون معهم و يقومون بتقديم التربية الصحيحة للاطفال و اصبحت قليلة بسبب انشغال الاباء بالعمل و السفر او مشاغل الحياة ، اما الطفولة الممزقة و هي التي يتحملها الاباء بسبب مشاكلهم العائلية و مدى تأثيرها على الاطفال و كذلك اهمال الاب و الام لحقوقهم الابوية تجاه اطفالهم و عدم الاكتراث لاحتياجات الاطفال الى حنان الاب و الام و هذه الحالة اصبحت كبيرة جدا و مخيفة حيث اتجهت اكثر من ٥٠ % من العائلات العراقية الى الاهتمام بالعمل و الاعمال حيث هناك الكثير من الاباء يعملون ليلا و نهارا و بشفتات صباحية و مسائية او سفر احد الاباء خارج البلد للحصول على اللجوء و يترك الاطفال عند امهم او مع اجدادهم بالاضافة الى التقدم التكنولوجي الذي ساهم بقتل الطفولة حيث ان كثيرا من الاباء منشغلين بوسائل التواصل الاجتماعي و لساعات متأخرة من الليل و اهمالهم لاطفالهم جميع هذه الاسباب ساهمت و بشكل كبير  في قتل مشاعر الطفولة لدى الاطفال  ، اما الطفولة البائسة و ضحاياها هم الاطفال في العوائل التي تقع تحت خط الفقر و لا يملك الاطفال عند هذه الفئة اي حلم جميل لطفولتهم عندما يكبرون كونهم تركوا مدارسهم و تحملوا المسؤولية و هم اطفال لرعاية عوائلهم من خلال العمل او بيع المناديل و قناني المياه و كثيرا منهم يتعرضون للتنمر او الاعتداء الجنسي و الجسدي او يتم استغلالهم من قبل تجار المخدرات او بيوت الدعارة او الارهابيين و يصبحوا قنبلة موقوتة تدمر المجتمع في اي لحظة

علينا كأفراد اولا و اباء و امهات و مجتمع و مؤسسات و دولة و مشرعين و رجال دين بالتركيز على الطفولة و انقاذ الطفولة التي بدئت تنهار في مجتمعنا علينا انقاذ ابنائنا و توجيههم على الطريق الصحيح و الاعتناء بهم و حمايتهم من الضياع و رسم الابتسامة الجميلة في شفاه اطفالنا و اكبادنا ليقوموا ببناء هذا الوطن الجميل .












إرسال تعليق

0 تعليقات