الطّوافُ حولَ قَصرِ باكنغهام

مشاهدات

 





علي الجنابي


(تنويه: النصُّ نصّي، وهو وجهة نظري ورأيٌ شخصي، والصحف والمواقع الاخبارية غيرُ مسؤولةٍ عن حرفي وعن قَصّي، وعن ذرفي وعن غصّي، فمَن يعترضُ فلهُ حقُّ التفنيدِ لتنكيلي و رصّي).
قَعَدَ سَيِّدُنا "لورنسُ العَرَبِ" عليه السلام، على كثَيِّبِ رملٍ، وبلبوسِ الهيبةِ كانَ يتَصَنَّعُ. وكان من وراءَهِ قبصَةٌ واقفةٌ من خُنَّسِ العَرَبِ ومن أراذِلِهم، وبعبوسِ الخَيبةِ كانوا يَتمتَّعوا،
فنادى "لورنسُ العَرَبِ":
يا أنتَ، يا "مباركُ آلُ صباح"، يا خنجرَ خاصرةِ العراق وفي جيدهِ ستُقعقِعُ؟
فأجابَ صباحٌ:
سَمْ يا طويلَ العمرِ ياسيِّدي "نرولنس"، تعالَت معاليكم وتتسامَت، وبالعزِّ تَتَرَفَّعُ.
أسمي "لورنس" يا أبلهُ وليس "نرولنس"، يا ضبُّ صحراء، أحولُ أبقعُ! ولكن لا عتبَ فقد صيَّرتُكَ مُديراً، بل أميرٌ على بئرِ "كاظمةَ"، وبقرارٍ سرمديٌّ لا يُنزَعُ، وأنتَ يا "إبنَ كَهْهليفه" قد جعلتُكَ إمبراطوراً على مملكةِ "البحرينِ" وبتاجِها سوف تَتَشامخُ وستَتَشَعشَعُ. فهتفَتْ سبابةُ "إبن خليفة" عالياً، وكانت لريقِها تَتَبَلَّعُ:
كثَّرَ اللهُ خيركَ يا (بَعدَ حيي)، يا"فَرْنَسَوسَ" الشرقِ والغَربِ والعَرب، أيها الكريمُ ويشفعُ.
دَندَنَ "لورنسُ" مُطَأطِأً هنيهةً، ثمَّ طَنطَنَ بتصريحٍ ساخرٍ، وبه يَتَنَطَّعُ ويتَقَطَّعُ:
"فَرْنَسَوس"! ياذا جبينٍ بالرملٍ مُتَقوْقِعٍ، وأجردٍ ويَتَفَقَّعُ. ولكن لن أباليَ، فأنت تستحقُ لقبَ "الملكُ العظيمُ الألمعُ".
وأمّا أنتَ يا أجلحُ الوجهِ يا "إبنَ نحيانَ"! ولكأنّي بكَ "قَعُودُ" لناقةٍ أجربٌ وقعيدٌ ومُضَعضعُ، ولكن مهلاً:
    أرأيتُموني وإذ أنا أنطقُ "نحيانَ" لا "نهيانَ"، هيا أميّون خُدَّجِ سذَّجِ رُكَّعُ. قد نطقتُ (الحاءَ) رغمَ أنيَ (خواجةٌ) وبدُبُرِيَ المكشوفِ أتمايلُ وأتَقَلَّعُ؟
فجَعَرَ مِن خلفهِ الجمعُ المؤمنُ: " الله أكبرُ على كمالِ فصاحةٍ، وإذ الأعرابُ لسحرها قد ودَّعوا!
  كفى كفى! فقد جعلتُ منك يا نحيانُ قيصراً للولاياتِ العربيةِ المتَّحِدةِ، ومقرُّها (أبو داهبي) وبها ستَتَدَرَّعُ. وإذ بقابوس "إبنِ سعيد" قد صَحصَحَ مُستَبشِراً، والى أخيهِ" نهيانَ" ناظِراً وينعقُ ويَتَطَلَّعُ:
أجبْ -يا إبعدي- سيِّدَكَ "بورنسَ العَرَبِ"، وإذ نحنُ وراءَ ظهرهِ كلَّ آنٍ بالولاءِ سُجَّداً نَتَجَمَّعُ، فنهضَ "أبنُ نهيان" من فورهِ، وبَحبَحَ بهشاشةٍ لا تَتَمَنَّعُ:
  اللهُ يُعطيكَ العافيةَ ياسيدي " سورسسَ العَربِ" وبأنعمكَ نحيا ونَتَنَفَّعُ.
"سورسسُ" أنا يا نهيانُ! لكنَّها أهونَ من ألفاظٍ خلت، ما كان لها السمعُ يتَجَرَّعُ، وأمَّا أنتَ يا "إبنُ سعيد" فلا ريبَ أنكَ سيّدُ (صلالةَ) وعلى جهاتِها الأربعِ ستَتَرَبَّعُ. فتنَحنَحَ "إبنُ سعيد" من فورهِ، وببشاشةٍ لا تَتَوَرَّعُ:
   رايتكَ بيضاء يا مولايَ لونرسَ العَرَب" وعسى عمرك طويل ولا يَتَوَجَّعُ.
ثمَّ..
إستدارَ "لورنسُ العَرَبِ" الى قبصةِ الأراذلِ خلفهُ، وأذ القبصةُ له تَتَأَلَّهُ، وتتَوَلَّهُ، وبقنوتٍ تتَسَمَّعُ، فخَطَبَ فيهمُ خُطبةً وجيزةً، لن تُمحى من أفئدَتِهمُ، بل كانت نواصيهم بحروفِها تَتَبَرقَعُ، وكانت أعناقُهمُ لها خاضعة وتَتَخَشَّعُ:
(بإسمِ التاجِ المُباركِ، وإنَّ عظمتَهُ في أرجائها تمخرُ وتَتَوَزَّعُ، نُعلِنُ لكم؛
    إنَّ مَعاليكم اليومَ تُمثلونَ ساداتَ أمَّةِ العربِ، وإنَّكم الأباطرةُ، وبالتيجانِ ستزهو جماجمكم وتَتَرَصَّعُ، وإنَّ راياتِ بلدانِكمُ العظيمةِ سترفرفُ خفاقةً وتُهفهِفُ وتَسطَعُ، وفي مجلسِ الأمنِ الدوليّ نبراتُكمُ عن حقوقِ الإنسانِ ستَتَلَعلَّعُ. وإنَّ معاليكم حُلفاءُ خُلَّصٌ ل (لندنَ) ومن أثدائها أفواهكم تَتَرَضَّعُ، وفي دروبها أقدامُكم وأحفادُكم ستَتَسَكَّعُ. وأنَّما رسالتُنا وإياكمُ في السلمِ والسلامِ العالميِّ واحدةٌ، لا ولن تَتَزَعزَعُ. وإنَّ لكمُ نفطِكمُ لا تُضارُّونَ عليهِ، ولن تَتَفَجَّعُوا، ولئن نازعَكمُ عليهِ معتدٍ مُتَعجرِفٌ مُتَسَلِّطٌ لا يَتَوَرَّعُ، فستجدونَ -بإزنِ اللهِ- عشائرَ (أدنبرةَ) وحضائرَ (ليفربول) سيوفاً بتّارةً لا تَتَراجَعُ.
مباركٌ لكمُ أيُّها الرّكعُ اللكّعُ، رؤوسُ أموالِكمُ زاهيةً وفيرةً وتَتَلَمَّعُ، شرطَ...
 -أن تكونَ أموالكم (جُنيهاً إسترلينياً) لتاجِنا يَتَخَضَّعُ ويَتَضَرَّعُ، ولا ضير إن كانت (دولاراً) أخضراً يرِّنُ ويَتَقَرقَعُ.
  -أن تكون خزائنُ مليكتِنا هي لأموالكمُ الملاذُ والمستَقرُ وهي المستودعُ.
والسلام آآآليكم ورهمتهُ الربِّ وبركاته، أصدقائيَ الأرازلُ اللكّعُ.
ثمَّ غادرَ "لورنسُ" الكُثّيِّبَ، فتَبِعَهُ اللكّعُ هاتفين:
" بالروح بالدم نفديك يا روسوس"، فإلتفتَ لورنسُ كلَّهُ شطرهم، وقالَ زاجراً:
لا تتهافتوا ولا تتراقصوا ولا تتسرَّعوا، وإنَّما ذاك الهتافُ هتافُ شعوبِكم وبهِ سوف يتمَنَوْنَ لكم أن يَتَدفعوا"
بلِ إهتفوا:
" بالشفطِ، بالنفطِ نفدي أليزابيث". كود باي أيفري بودي.
فتنازعَ الأجلافُ أمرهم بينهم، وكُلٌّ منهم مُتسائلٌ ويَتَرَجَّعُ:
" أظنُّ أنَّ أسمَهُ الحقَ هو "حسرونرنس"، وأمّا "فورس" فبهِ يتَدللُّ ويتَدَلَّعُ؟
فرحَ الجمعُ بما عرفوا من علومِ أسمائهِ، ثمَّ إنطلقوا وتوادعوا.
 

إرسال تعليق

0 تعليقات