اطلب العلم ولو كان في الصين

مشاهدات


 
إبراهيم المحجوب

تعتبر الصين اليوم من الدول العظمى في العالم من حيث الصناعات وتقدمها في كافة المجالات العلمية وتعتبر الدولة الوحيدة التي ما زالت موحدة في اراضيها رغم ان تعدادها السكاني يعادل ربع العالم تقريبا... ان دولة الصين اليوم تعتبر دولة قوية علميا تتسابق دوما في جمع المعلومات من كل دول العالم وتحولها الى ارض واقع تستطيع من خلالها صناعة المستحيل وهذا ما نشاهده في اغلب الصناعات التي تدخل الى بلادنا من الصين ومن هنا فلا بد ان يكون للدول العربية انطلاقة علمية واسعة بالتعاون مع الجامعات الصينية خاصه وان العرب قبل اكثر من الف عام لديهم علاقات واسعه مع هذه البلاد والتي غزت العالم اليوم بكل مفهوم سياسة الاقتصاد والنمو العالمي واذا رجعنا الى الوراء فان المثل الشهير "اطلبوا العلم ولو في الصين" الذي قالت بعض المصادر انه حديثا نبويا الا  أن بعض العلماء اختلف في ذلك لأمور يعرفها  رواة الحديث....

واذا كان مثل او حديث فانه خير دليل على أهمية التبادل العلمي والمعرفي لذلك...وكذلك له اهمية من ناحية اهمية العلاقات لنا نحن الدول العربية مع الصين والمعنى الاخر ايضا ان الصينيين دولة علمية قديمة اضافة الى استفادتها منذ القدم من خطوط التجارة العربية التي كانت موجودة بين اغلب الدول العربية والصين والتي تمر عبر الجزيرة العربية ثم الى شرق وجنوب اسيا.. لقد استفاد الصينيين من التطور والنهضة الاسلامية واستطاعوا تطوير انفسهم خاصة في مجال الطب وعلوم الفلك وقد نقلوا اغلب مفردات الحضارة العربية الا بلادهم من خلال اكتشاف طرق تجارية متعددة تربطهم مع دول العالم الاخرى وكلها تمر عبر بوابات الدول الاسلامية....

ان ماضي دولة الصين وحاضرها له دلالة واضحة انهم متقدمون على غيرهم بالكثير من الامور الحياتية وربما اولها الجانب العلمي والمعرفي ولذلك كان لابد للمسلمين عموما والعرب خصوصا الاستفادة من هذا التطور رغم اختلاف الاديان والثقافة المجتمعية...

ان من يقرأ مقالة اطلب العلم ولو في الصين لا يستغرب من النهوض والتطور الحالي لدى التنين الاصفر وما يحدث اليوم من تطورات علمية وتكنلوجية في عدة مجالات استطاع الصينيون فيها من منافسة الدول الغربية وربما تقدمت عليهم في بعض المجالات العلمية المتقدمة المهمة مثل علوم الاحياء المجهرية وخاصة في طريقة معالجة وصناعة الفايروسات وفي بعض مجال الصناعات المهمة

في حياة الانسان....

من الواجب والذي يعتبر من المهمات الأساسية للسياسات الدول العربية ان تقوم بتطوير علاقتها وخاصة في المجالات العلمية والثقافية مع هذا العملاق الاصفر الذي بات يغزو العالم يوميا من خلال صادراته والتي تعتبر ذات اسعار متدنية قياسا بالأسعار العالمية والتي وصلت الى اغلب اسواق العالم بل اقتحمت حتى اسواق الدول الرأسمالية التي كانت في الامس القريب لا تؤمن بمبدأ  ومفهوم الاشتراكية وتبتعد كل البعد من صادرات تلك الدول على اعتبار انها صناعات رديئة ولا يمكن الوثوق بها.. انما نلاحظه اليوم من التقدم الذي حصل في العالم نجد ان الصين في مقدمة تلك الدول واصبح لها الفضل الاقتصادي مع اغلب دول العالم واصبحت قوة لا يمكن الاستهانة بها ولذلك يتوجب ان تكون هناك للدول العربية بعثات دراسية كثيرة للاستفادة من التطور الذي حصل في هذه البلاد...

ونقل تلك التطورات العلمية الا بلداننا العربية التي تعودت على الاستيراد في كافة المجالات وحتى نستطيع ان نبني لأنفسنا قوة اقتصادية نكتفي بموجبها من الاستيراد خاصة واننا نمتلك اغلب المواد الاولية لتلك الصناعات.. وحتى نستطيع الاستمرار في الحياة خاصة اذا ما تغيرت ظروف العالم واصبحت هنالك بدائل للطاقة....

إرسال تعليق

0 تعليقات