"عاشقة من الكنزاربا "

مشاهدات

 




بلقيس خيري شاكر البرزنجي


الكتاب _عاشقة من الكنزاربا.
الكاتب _عبد الزهرة عمارة .
النوع _كتاب.
دار النشر _دار امارجي للنشر والتوزيع .
عدد الصفحات _156‪.صفحة



حين يقتني أي قارئ هذا الكتاب ينجذب لعنوانه جدآ وماتوحي هذه الكلمات التي شكلت عنوان الرواية فشخصية العاشقة اول كلمة من عنوان رواية تحكي سيرة ذاتية لبنت من أصول مندائية، والكنزا ربا /أو الكنز العظيم او السيدرا، كل هذه الأسماء هي لكتاب واحد هو الكتاب المقدس لدى الديانة المندائية وهو يجمع صحف آدم وشيت وسام وادريس ويحيى ويقع في600 صفحة وهو بقسمين القسم الأول جهة اليمين والقسم الثاني جهة اليسار.
تتكون الرواية من سبعة فصول تقع أحداثها في 145‪ صفحة.
تتمحور شخصية الرواية وترتكز على فتاة مندائية وهي(رواز كريدي).تروى لنا رواز على لسانها الرواية بشكل سيرة ذاتية وايضا بتسليط الضوء على الأدب السياسي وماعانته من تعذيب وسجون.
الشابة التي تعاني من المتاعب في جميع فصول حياتها لأنها كانت تريد كسر النمط التي تفرضه عليها العادات والعقيدة..
فمنذ ولادتها تقول..
" كنت متأكدة جدا من انني مضطربة وكان يوم ولادتي نذر شؤم على العائلة كما قالت لي امي كان يومها قد عثر أبوك والتَوت قدمه وسقط أخيك سروان من السرير على الارض وهو لايتجاوز عمره عامين وكاد يموت "عام 196‪3. كان الوقت ساعة الظهيرة  عندما قبض علي ... كنت قد حشرت مع طالبات  في سن عمري في الزنزانة الضيقة حشرا*
‪كانت رواز في السجن مع طالبات من نفس فئتها العمرية حشرت في هذا النفق من قبل الحرس القومي بسبب تدخلها بسياسة
والشيوعية، نالت ضربات عديدة وقاسية منهم حتى استحضروها ذات مرة لمدير السجن وكان في الخمسين من عمره ف بدأ يسألها..
وبعد حوار وشجار دام بينمها سأخرج ملفك وبعد اتصال مع عمك تستطيعين ان تغادري السجن لكن أحذرك من الشيوعية فهي مذهب ذو العاهات واحذرك من السيد رسمي سعيد..
كانت رواز تنمني للحزب الشيوعي ودائما
تقول لوالدتها
أنا لا أؤمن بعقيدتكم ولا بأي عقيدة أخرى .. أنا أحب الله والماركسية مذهبي ولينين قائدي ..فاذا كان أحد من طائفتنا يحمل هذه الصفات فأنا سأتزوجه.." ص37 ..
بعد أن خرجت رواز السجن استقبلتها امها بالبكاء والعويل..
وابيها بشوق وحسرة..
مرت ثلاث ليالي لرواز بمنزلها وقد شعرت بالراحة..
وانقضى اسبوع وبعدها دق بابنا الحرس القومي والقا عليه مرة أخرى..
وظف الروائي الكبير تقنيات سريعة السرد استعانة  بواسطة ب
التلخيص  و جمع الأحداث واختصار زمن طويل نسبياً في زمن او مساحة قصيرة بأستخدامه اسلوب سلس وبسيط وجمع فيه بين الحياة السياسية والاجتماعية وتفاصيل عن الديانة المندائية بشواهد من كتابهم المقدس..
بالتأكيد لان استاذنا الكبير غني عن التعريف والنقد ف انا اعطيكم فكرة بسيطة عن الرواية فقط.
وبعد أن تم إلقاء القبض عليها مرة أخرى بدأ تعذيبها بالسياط من أجل أن تعترف وتقر بأسماء النسوة بالحزب الشيوعي..
وبدأ تعذيبها بقسوة حتى رفعت عينها إلى السماء وبدأت ترتل

"أنت يا عليما بالقلوب وكاشفا للبصائر .. عيوني متطلعة إليكَ وشفاهي تسبحك  سبع مرات في النهار وثلاث مرات  في الليل .. اغفر لنا خطايانا وبابك مفتوحة للقائمين  خلفها حيث طلبنا مستجاب وسؤالنا محقق .. يا مخلص القلوب من دهاليز الطغاة .. خلصني أيها الرب"
توقف الضرب فجأة وبعدها شعرت اني في المستشفى ممدة لابد من تحمل الصعاب ورايته هكذا كنت اتحدث مع نفسي وانا مجهدة من الضرب.
ثم انتقل الكاتب إلى تحدث عن حياتها وهي في مراحلها الدراسية ف منذ الابتدائية
مرحلة الابتدائية " وفي الابتدائية كانت حياتي لا تخلو من مشاكسات مع التلميذات فانا دائمة الشجار والعراك معهن لأتفه الاسباب" ص22
ثم تنتقل الى مرحلة المتوسطة والثانوية " وفي المتوسطة.. استفحل العناد في رأسي حين أمرتني معلمة الدين بالخروج من الصف ولم أمتثل لذلك. ص 22
كانت لدى رواز صديقتان مقربتان مريم وزينة.. مريم مسيحية وزينة مسلمة..
كنت دائما اسأل والداي هل ربنا يختلف عن ربهم كان يقول لي لا الله في جميع الاديان..
تقول رواز في ثانوية العمارة ميسان للبنات.. عرفت الدين وسر الاختلاف بين الناس وتدريجيا هجرت الدين..
كانت علاقتي مع المديرة متوترة بسبب مشاكستي ومن جهة أخرى الصقوا عليه بنات بغيضات تهمة اني رسمت كاركتير ينتقص منها.
وبعدها استدعت المديرة ابي وقالت لي انت بنت مستهترة ولا أريدك عندي في المدرسة..
اخذني ابي على جنب وقال لي..
ابنتي انتي تعرفين كم أحبك وانا لا اريد والدتك تعلم بذلك لأنها تقول لي انت تتدللها كثيرآ..
اريد منك الاهتمام بدراستك فقط والابتعاد عن الماركسية..
تجاوزت السابع عشر من عمري وكنت جميلة جدآ في الصف الخامس الإعدادي..
كان اخي سروان يشجعني على الشيوعية.. وقراءة المزيد عنها..
آمنت بالماركسية وابتعدت عن عقيدتي..
تنتقل رواز إلى حالة عشق
تعيشها في الرواية مع الشاب المسلم عادل ابراهيم صديق أخيها..
تتحدث الرواية أيضا عن قصة حب تحدث تنقل واقع كبير من مجتمعنا وكيف اغلب النهايات كانت تعيسة جدا لأن الدين قتل الكثير من قصص الحب..
لكن نهاية رواز وعادل انتهت بعد أحداث عصيبة بالزواج المفرح.
تقول رواز عند لقاءي الأول ب عادل كان كل شيء يبتسم لي
وقلت في نفسي هل هذا هو الحب يا رواز؟!
شخصية عادل ابراهيم... عادل شاب مسلم وهو أيضا ينتمي للحزب الشيوعي وكان صديق سيروان اخ رواز كريدي..التقت رواز بعادل ذات مرة وبعد حديث دار بينهم عرفت انه مسلم.. لكن كيف سيحدث ارتباطنا والدين يقف عبأ في طريقنا كلام روايات لا أصدق اننا سنكون معا لكن عادل وضح لها انه يمكن ارتباط بها فهي أنثى وبها روح الإنسانية وليس كل مسلمين نفس تفكير ف انا اكلت وشربت عندكم واخاك صديقي ولايوجد فوارق بيننا الا ما ذكر في القرآن الكريم وراح يتلو على مسامعي..
" ان الذين آمنو والذين هادو والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون"..
قالت له كلام جميل رواز كريدي "يوما ما قالت لي العرافة ستتزوجين من غير دينك بعد عذاب طويل من ناس أعداء ليسوا أقرباء وستولدين صبيا جميلا تسمينه على اسم الأنبياء والمرسلين... "
وبعد أحداث كثيرة دارت بين عادل ورواز
حدث انقلاب في بغداد... على الزعيم..
وظف الروائي استاذنا الكبير بعض المفردات من التراث العراقي او الشعبي باللغة العامية مما يعمل على تحريك السرد وابعاد

الملل والرتابة عن القارئ لما فيها من خصائص جمالية
" ماكو زعيم الا كريم"
عبد الناصر شيل ايدك شعب العراق ميريدك "
يا بغداد ثوري ثوري .. خلي قاسم يلحك نوري" ص 57.
اصيب سيروان اخ رواز بإطلاق ناري واعتقل عادل في 8 شباط بعد أن أصدر الحاكم امر بابادة الشيوعيين

بعد ملاحقات عديدة لهم من قبل الحرس القومي رميت مريم في السجن أيضا وكانوا يبحثون عن رواز. في هذه الاثناء ألقى القبض على سيروان وهو يتعالج من إصابته واخذ إلى سجن وعذب كثيرا.بعدها أيضا ألقى القبض على رواز وعذبت من قبل الحرس القومي.. التقت رواز ب احد قادة الحرس القومي رسمي سعيد الذي طمع بها وطلب منها الزواج لكنها اشترطت ان تخرج عادل واخيها مقابل ان تتزوجه... بعد أن اطلق سراحهم بدأت رواز تراوغ بالزواج منه ورفضت ف نقلها إلى سجن العمارة... فجأة سمعت رواز الناس يصفقون ويهتفون بسقوط الحرس القومي... نعم الرئيس عبد السلام عارف قام بثروة تصحيحة وحل الحرس القومي...
لكن رسمي سعيد الان بحاجة لمن يساعده بعد انقلاب خرج الجميع.. من السجن ولجأ رسمي إلى الاختباء في بيت رواز ثم تم ترحيله الى بغداد.
الخاتمة... عسل الحب..
استيقظت والداة رواز وبدأت تصلي صلاة الصابئة... أما رواز فعرفت المعنى الحقيقي للماركسية وتركتها واعتنقت دينها....

"دخلت على صديقاتي وبدأت التهاني والقبل تنهال علي كالمطر وانتهى كل شي وغادر الناس ساحة الاحتفال وخلدت العائلة إلى نوم..
أصبحنا وحيدين في الغرفة واجلسني عادل وهو يقول بحنان..
_لقد ملأت البيت ازهارا وغمرتي حياتي ماءا عذبا وقلت له..
_احمد الله انه حقق حلمي معك سأكون لك الزوجة المخلصة مادمت حييت وبزغت الشمس في العام الأول وقد رزقنا بطفل اسميناه حسن *""

النهاية.. قتل عام 196‪6الرئيس
عبد السلام عارف... البعثيون قادمون مرة أخرى..
صارح عادل اخي سيروان بعدم الموافقة على هجرة مرة..
سافر سيروان مع زوجته الى بلجيكا وحصل على جنسية ومكان للعمل..
عام 196‪8 حدث انقلاب.. استولي
البعثيون على السلطة.. اندفع رجال الأمن إلى البيت وقبض على عادل مرة أخرى.. وجاء رسمي سعيد.. *
إلى مدينة العمارة واتصل بمدير الأمن.. ومضت ست ايام كان يوم خميس طرق الباب رسمي وحده أين عادل.. استاذ عادل تفضل إلى بيتكم..

*هكذا العهد يارواز.. لقد ردت لكم الأمانة *
انتهى..

مقتبسات.. دينية من رواية..
"باسم الحي العظيم
يا ربَّ التسبيح: أنظر ألينا، ولا تحكم علينا. ربنا إنا أخطأنا ، فأغر لنا "
"باسم الحي العظيم
أدخلي بسلام أيتها المرجانة ..أيتها اللؤلؤة الطاهرة التي من كنوز الحي أخذت.. والى كنوز الحي عادت"
" يا مقوي الاحبة من قوتك انعم علينا .. يا باعثا كل تسبيح فليحل تسبيحك علينا.. ايها الملك السامي يا من كله حب بمحبتك ترحم علينا أيها الطبيب يا شافي كل حبيب اشف خطايانا ولا تحكم علينا أيها النور العظيم هب لنا من ضيائك ايها الرب العظيم اجعل هذا الزواج ضياء مباركا..*



















إرسال تعليق

0 تعليقات