تمكين المرأة في خطبة عرفة

مشاهدات


 

 فاطمة محمد الحسيني
 

بسبب  دوره ونشاطاته غير العادية وبروزه على مختلف الاصعدة کشخصية وسطية معتدلة، فقد لفت معالي الشيخ د.محمد العيسى أمين عام رابطة العالم الإسلامي إنتباهي کثيرا ولاسيما وإنه من الذين أثاروا قضية المرأة ودافع عن  حقوقها وبشکل خاص المرأة المسلمة وبذل جهودا کبيرة من أجل إزاحة الظلم عنها والعمل على تهيأة الظروف والاوضاع المناسبة من أجل جعلها تتبوأ مکانتها والقيام بدورها في المجتمع وإداء رسالتها في الحياة، والاهم من ذلك هو إن الشيخ العيسى کان له دور کبير في عکس الصورة الحقيقية عن المرأة المسلمة ولاسيما بعد أن تم وضع بند مهم في وثيقة مکة المکرمة عن تمكين المرأة وعن حقوقها في مختلف المجالات.

الدور والنشاطات النوعية للشيخ محمد العيسى جعلته يبرز کشخصية ريادية متنورة مهمة له ثقله ووزنه المٶثر على مختلف الاصعدة خصوصا بعد أن تمکن من أن يقف بوجه الاوساط المعادية للإسلام أو المتربصة به شرا ويثبت بأدلة من القرآن والسنة النبوية الشريفة من إن الاسلام هو دين يخدم الانسانية جمعاء ويدعو الى فکر وسطي إعتدالي منفتح على الآخر، بل وإن دفاعه عن المرأة بصورة عامة وطروحاته وأفکاره بهذا الصدد، قد رسخت الثقة به کثيرا، ولذلك فإنني عندما سمعت بخبر تشريفه بالقيام بأداء إمامة صلاة يوم عرفة وتقديم خطبتها، فإن ذلك قد جعلنا نزداد أملا وتفاٶلا لأنه وفي هذه المناسبة المقدسة العظيمة التي يشهدها العالم من المٶمل أن يبادر الى ترکيز الاضواء على قضايا المرأة ولفت الانظار إليها.

الدور الذي إضطلع به الشيخ محمد العيسى وتمکنه من أن يثبت وخلال الالفية الثالثة للميلاد بأن الاسلام قوة فکرية ـ حضارية ـ إنسانية تخدم البشرية عامة ولاتختص بالمسلمين فقط کما يتبادر الى ذهن البعض، يبعث على إفتخار وإعتزاز  کل مسلم ومسلمة على هذا الانجاز الاستثنائي، ولاسيما وإن الافکار والتوجهات التي طرحها ويطرحها قد باتت تجذب الانظار إليها ويجري ليس الحديث عنها فقط بل وحتى تٶخذ بالبحث والتحليل، ولاريب من إن ماقد قام به الشيخ العيسى خلال العقد المنصرم وبدايات هذا العقد، أثبتت جدارته کشخصية اسلامية ـ فکرية إستثنائية على مستوى العالم کله.
تشريف الشيخ العيسى بمهمة الصلاة والخطبة في يوم عرفة، يأتي لأنه جدير بأداء هذه المهمة خصوصا بعدما أثبت عمليا دوره المميز في خدمة الاسلام والمسلمين ومن إنه يقف کالطود الشامخ في سبيل الدفاع عن الاسلام والمسلمين بأسلوب ونمط حضاري غير مسبوق بالاخص عندما يثبت بأن الاسلام هو دين الانسانية والحضارة وإنه دين مرن ومنفتح وصالح لکل الازمان وليس کما يشاع عنه ظلما بأنه دين إنعزالي منغلق على نفسه.
ضرورة تنبيه وتوعية الامة الاسلامية الى طبيعة المرحلة التأريخية غير العادية التي تواجهها وضرورة أن تکون بمستوى هذه المرحلة، ستکون قطعا في صلب خطبة عرفة للشيخ العيسى الذي أثبت ويثبت وبحق إنه مرجعية اسلامية تستحق الاحترام والتقدير.


@Elhusseinif

إرسال تعليق

0 تعليقات