العيد فرحة والأسعار اغنية عبدالحليم حافظ

مشاهدات

 




 
سارة السهيل
 
تنتظر الشعوب العربية والاسلامية هلال شهر شوال لتحتفل بعيد الفطر المبارك الذي يبدأ التحضير له منذ منتصف شهر رمضان بمعظم البلدان العربية .
وتكاد تتشابه الطقوس الاستعدادات لعيد الفطر في معظم اقطارنا العربية، من تنظيف المنازل وتزينها، وطلائها لدى بعض الميسورين، وتزيين المساجد، وشراء ملابس العيد خاصة للصغار، وشراء الهدايا، وألعاب الاطفال، وصنع الحلويات مثل الكعك (المعمول) والبسكويت والبيتي فور في مصر وتونس و الاردن و لبنان.
تتشارك معظم بلادنا العربية في استغلال موسم عيد الفطر لإقامة حفلات الخطوبة والزواج داخل الاسر استثمارا لعطل الاعياد وحضور معظم افرادها، كما تتقاسم الاسر العربية فرحة العيد تبادل الزيارات بعد صلاة العيد وتحقيق التراحم والتواد الاسري بالتصالح بين المتخاصمين.
غير ان عيد الفطر هذا العام يأتي في ظل أزمة اقتصادية خانقة بفعل تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية، وما نتج عنها من ارتفاع سعر صرف الدولار، ومن ثم الارتفاع الجنوني في اسعار السلع والخدمات.
ناهيك عن جشع التجار المعهود في مثل المواسم وقيامهم برفع الاسعار أضعافا مضاعفة لتحقيق مكاسب خرافية علي حساب المستهلك العربي خاصة في مصر والعراق والاردن.
العيد بنهكة مصرية
تحتفي مصر بعيد الفطر بمذاق الكعك الذي ينطقونه  كحك والبسكويت والبتي فور التي تصنعها الأمهات بالمنازل كطقس تراثي في الاسبوع الاخير من شهر رمضان، اما اليوم فان معظم الاسر المصرية تلجأ لشرائه  جاهزا من معامل الحلويات والمتاجر، ولكن بكميات محدودة للغاية نظرا لارتفاع الاسعار. كما يقوم المصريون بتمليح الترمس والحلبة، والاسماك المملحة كالفسيخ والرنجة والتونة لتناولها بعد شهر الصيام.
ويقبل المصريون على شراء ملابس العيد خاصة للصغار، في ظل  ارتفاع جنوني في الاسعار، غير ان مصر واجهت ارتفاع الاسعار ببعض الاجراءات التي يقدمها المجتمع المدني لامتصاص الغلاء ولتوفير السلع للطبقات الفقيرة خاصة مستلزمات العيد من حلويات وملابس.
مثل قيام حزب مستقبل وطن، بتنظيم عددًا من الأنشطة الخدمية للمواطنين، المحاربة الغلاء، مثل اقامة معارض الأسر المنتجة الذي يوفر المنتجات والملابس الجاهزة بأسعار مخفضة، وتوزيع وجبات الإفطار على الصائمين، واقامة منافذ لبيع السلع الغذائية واللحوم الأساسية بأسعار مخفضة.  
كما أقامت معارض "أهلا بالعيد" لبيع الملابس الجاهزة والأحذية ومستلزمات العيد بأسعار مخفضة، مثل حلوي العيد من الكعك والبسكويت، وارسال مقاعد للأطفال والدراجات و المواد الغذائية واللحوم والدواجن لدور الايتام، كما تم توزيع ملابس جديدة للسيدات القائمين على رعاية الأطفال.
وقبيل أداء صلاة العيد تصدح مكبرات الصوت في المساجد بالتكبيرات والتواشيح الدينية. وتؤدى صلاة العيد ففي الساحات الكبيرة والمساجد العريقة بالقاهرة، ويعقبها تبادل التهاني بالعيد المبارك، ويذهبون إلى المقابر للترحم على الأموات، وقراءة بعض الآيات القرآنية عليهم.
ومن أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك، تقديم الهدايا والعيدية للأطفال بملابسهم الجديدة، ويقومون بركوب المراجيح  والذهاب الي
الملاهي والمراكب الشراعية العائمة في النيل كما ينتشر الناس في الحدائق والمتنزهات والملاهي ودور السينما.
مذاق العيد بالأردن
وتستعد العائلات الأردنية لاستقبال العيد بشراء ملابس الأطفال  والكبار،  في الأسبوع الثاني من شهر رمضان المبارك وحتى وقفة عيد الفطر،
وتحايلت الكثير من الأسر الاردنية التي انهكتها الظروف الاقتصادية وتكاليف شهر الصيام، على ارتفاع الاسعار باللجوء الي العروض الخاصة التي تقدمها بعض المتاجر وتتحقق فيها الكثير من التخفيضات علي اسعار الملابس ومستلزمات  العيد
فالأسرة الأردنية منذ وباء كورونا وهي تتنفس الصعداء نتيجة تراجع الدخول وفقدان البعض لوظائفهم، فكانت فكرة التخفيضات التي تقدمها بعض المتاجر، وأعلنت عنها مواقع التواصل الاجتماعي، متنفسا لها لكي تلبي احتياجات ابنائها من ملابس العيد وادخال الفرحة على صغارها
غير ان الكثير من المحال التجارية تستغل موسم العيد في تحقيق أرباح خيالية، خاصة في قطاع الملابس، حاجة الناس لشراء مستلزمات العيد من الملابس والأحذية فتضاعف الأسعار بشكل مبالغ فيه ولا يتناسب مع ظروف جموع الناس
ولذلك أدعو باقي التجار الي اجراء تخفيضات حقيقية ليستفيد منها الشعب الاردني، بدلا من تكدس البضائع في المخازن ولا يجد من يشتريها في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة.
كما يتوجه الناس إلى صلاة العيد في الشوارع العامة والأماكن المخصصة للصلاة، ثم يبدأون زياراتهم للأهل والأقارب و توزيع العيدية على الأطفال.
من الملامح الرئيسية لعيد الفطر بالأردن المحافظة على طقس  الاجتماع في منزل كبير العائلة لتناول طعام الفطور، كما تخرج العائلات إلى المتنزهات والأماكن العامة، وعادة ما يكون الغداء وجبة من الشواء و المسخن و المكمورة.
ويحافظ الاردنيون على تناول كبدة الخروف المحشية بالبقدونس والثوم، واهم شيء طبعا وجبة المنسف في عيد الفطر.
العراق و الكليجة
وفي الوقت الذي يشكو المجتمع العراقي من البطالة وانخفاض دخل الأسرة، فانه مع قرب حلول عيد الفطر المبارك، أصيبت المحال التجارية بسعار الارتفاع الجنوني خاصة في الملابس التي زادت بنسبة 30% عن العام الماضي، وهو الأمر الذي أعجز الكثير من الاسر العراقية عن شراء ملابس العيد لصغارها.
وعزى بعض التجار ارتفاع الاسعار الي تخوف المستوردين من ارتفاع سعر الدولار، وهي حجة واهية لأنه في كل موسم يقوم التجار برفع الاسعار تحقيقا للمكاسب الكبيرة علي حساب المستهلكين وظروفهم الصعبة
ولا حيلة للمواطن العراقي أمام هذه الازمة الا بقيام السلطات العراقية بإقامة معارض للملابس بأسعار مناسبة كما تفعل مصر لمحاربة جشع التجار ورفعهم الأسعار.
ولابد من تفعيل دور جمعيات حماية المستهلك يواكبها  تفعيل وموازي من جانب الاجهزة الرقابية علي الاسواق لمنع استغلال التجار للمواطن العراقي أيام المواسم والاعياد .
تبدأ التجهيزات لعيد الفطر بالعراق  قبل حلوله بعدة أيام بشراء ملابس العيد للأطفال، و تحضير الحلوى المشهورة " الكليجة "، ويجري التحضير لها  بكل المدن قبل العيد بيومين، حيث تتجمع بنات الخالات والأخوات وجميع النساء والأقارب في مجلس لتحضيرها، بينما يترقب الأطفال خروج أول قطعة حلوى ليتدافعوا عليها؛ فرحاً لنيل شرف تذوقها كأول فرد من العائلة، وخصوصاً المحشية بالتمر. تقدم الكليجة في العراق عادة مع الشاي، وعدد من الحلويات العراقية الأخرى كالمن والسلوى، أو الحلقوم، أو المصقول.
وفي ليلة العيد يتسابق أبناء الشعب العراقي على دخول الحمام للغسل والتنظيف، و يطلق عليه غسل العيد،  أما الأجداد القدماء فقد كانوا يسمّونها “أم الحلس”، ففيها الأطفال الصغار يحلقون رؤوسهم كاملة، والبنات يتسابقن بطول شعرهنّ مع بنات عمهنّ وأخواتهنّ والأقارب، ووضع الحناء على أيديهنَّ وتزينيها.
 ولا يزال طقس العيدية المنتشر بكل الدول العربية ومنها العراق محافظا على حضوره ، باعتباره أحد مظاهر فرحة عندما ينطلقون إلى الأجداد والآباء لمعايدتهم والحصول على المال .
صلاة العيد في العراق مفتتح لبدء الزيارات العائلية بعد تناول وجبة الفطور الصباحي، بالذهاب إلى بيت الوالدين والبقاء هناك لتناول طعام الغداء، وبعده معايدة الأرحام والأقارب والأصدقاء، والحرص على ذكر الفقراء وبتقديم لهم الميسور من العطاء وكسوة العيد في عادة كانت وما زالت قائمة إلى يومنا هذا.
كما يحافظ العراقيون على طقس زيارة المقابر  وهي عادة حافظ عليها الآباء والأجداد. غير ان الشباب بالعراق باتوا أكثر توافقا مع عصر التكنولوجيا، حيث يقضون  معظم الأوقات في أيام المناسبات كالأعياد على وسائل التواصل الاجتماعي.
كذلك كثير من الاسر باتت تكتفي بتهنئة ذويها عبر الرسائل الاليكترونية مما يضعف من تماسك النسيج العائلي .
 

إرسال تعليق

0 تعليقات