رياض الأطفال وتأثيرها على مستقبل الطفل العلمي

مشاهدات

 




هيثم الشمسي

أن رعاية الأمم لأطفالها وتوجيه نموها نحو الاهداف التربوية المرسومة تُعد مقياساً مهماً لتقدمها ورقيها الحضاري والثقافي وأن العناية بهم وتربيتهم وتعليمهم واجب أساسي لكل مجتمع يتطلع نحو النهوض والتقدم ونظراً لأهمية الطفولة أنشأت منظمات محلية وإقليمية ودولية لرعايتها وتوفير المقومات الاساسية التي تكفل نموها وتعليمها وتغذيتها وعلاجها . وتُعد رياض الأطفال من المراحل التعليمية المهمة في اي نظام تعليمي فعال . لأنها مرحلة الأساس في بناء شخصية الطفل المستقبلية ولها الدور الحاسم في تنمية مواهبه وتوسيع مداركه وان اتاحة الفرصة للأطفال خلال هذة المرحلة من حياتهم لاكتساب بعض الخبرات تُزيد من نمو قدراتهم المختلفة وخاصة قدراتهم على التكيف ومواجهة المشكلات كما ان البيئة الغنية بالخبرات المتنوعة التي يتعرض لها الأطفال تُنمي ذكائهم وقدراتهم المختلفة ونظراً لهذه الأهمية الحيوية أصبحت رياض الأطفال مرحلة تربوية وتعليمية .. لقد حظيت مرحلة الطفولة المبكرة باهتمام خالص من علماء النفس حيث تُعد الخمس سنوات الأولى من حياة الإنسان ذات اهمية كبيرة في اكتساب العادات والقيم والتقاليد بأبسط صورها وكلما تقدم في العمر اضاف على هذا الاساس بشكل جديد وكبير , وهذه المرحلة تؤسس لشخصية الفرد وتحدد الملامح المستقبلية للشخصية , مما تقدم فقد كان الاهتمام لبناء الإنسان وفق أسس ومعايير ايجابية تؤثر في بناء الشخصية الايجابية والفعالة والتي باستطاعتها التعامل مع البيئة وبكافة اشكالها من بيئة البيت والروضة والمجتمع , من هنا تبرز الحاجة الى تأسيس رياض الأطفال ورعايتها كونها الرافد المهم في تنشئة الاجيال , فتم إعداد مناهج خاصة برياض الاطفال تعمل على تطوير شخصية الطفل في هذه المرحلة العمرية وتعده ليتفاعل بشكل إيجابي مع جو المدرسة الابتدائية التي سيلتحق بها بعد انها مرحلة الرياض وهنا يلاحظ المعلمين الفارق بين استجابة الطفل الذي جاء من الروضة وزميله الآخر الذي لم يمر بهذه المؤسسة التربوية فالأول يتفاعل بشكل جيد مع زملائه ومعلميه ولدية استجابة واضحة للأنشطة والفعاليات المعرفية والأنشطة الرياضية والفنية . ونستخلص مما تقدم الاهمية الكبيرة لرياض الاطفال واكتشاف المواهب الموجودة لديهم وكذلك تشخيص الحالات النفسية التي قد يعاني منها البعض وهذا شيء ايجابي بحيث يعين المعلم والأسرة على رعاية الجوانب الايجابية ومعالجة الحالات النفسية والاجتماعية التي قد يعاني منها البعض الاخر لان الاكتشاف المبكر يساهم مساهمة كبيرة وفعالة في معالجة الحالات النفسية كالتوحد وغيرها بالاستعانة بالمختصين من الأطباء النفسيين والمعالجين النفسيين . وتعزيز الجوانب الايجابية لدى الأذكياء والنابغين .

إرسال تعليق

0 تعليقات