الحب هل هو عطاء ام امتلاك ؟

مشاهدات

 



 
كوثر شاكر

للاسف كانت الصراعات الداخلية للانسان الذي يشعر بنقص العاطفة وفي رحلة بحثه عن تكامله النفسي وعلى مدى العصور كان هناك مغالطة الفهم للمفردة الغريبة العجيبة (الحب) وما هي مداليلها ؟ وكيف نعبر عنها ؟وهل المنظور الموجود هو تعريفها الحقيقي؟ ، كيف يمكن التعامل مع الطرف الاخر الذي نحب ؟، كم تزيفت هذه الكلمة ؟لم الالام والخذلان والتعاسة اذا كانت هذه اللحظة (الحب) موجودة؟ ، كيف تتعامل معها غرائزنا الفطرية ؟

بالحقيقة اذا سألت احدهم يوماً هل تحب السمك ؟ سيقول نعم احب السمك ، لكنه بالحقيقة توهم حب السمك !! كيف؟
لانه لو كان يحب السمك لما اخرجه من الماء موطنه وقتله وقطعه وشواه واكله ، فهل هذه افعال محبين؟!! . هو في الحقيقة يحب اكل السمك ولا يحب السمك .
هذا المفهوم سائد حتى في العلاقات البشرية وهو ما يسمى (حب الامتلاك)لا (حب التضحية) فالمصطلح الاول ينبع من أنانية الانسان في الامتلاك وان يأخذ ولا يعطي ، ان يُسير من يحب حسب ما يريد ويرتأي والمصطلح الثاني ينبع من غريزة الحب الفطرية يعطي بدون مقابل ولايسعد الا بسعادة الشخص المقابل ، الوهم الذي وقعت فيه البشرية هو خلطت بين الحب الفطري وحب الامتلاك !! فكانوا يتوقون للحب الفطري والحقيقة هم دائما يقعون بفخ انانية الحب والامتلاك ، فالاشخاص عادة مخلصون لاحتياجهم لك لا مخلصون لذاتك فإذا ما انتهى الاحتياج قلت محبتهم واهتمامهم. فينتج عن ذلك آلام الخذلان والتعاسة والحزن . هو القلب بطبيعته مندفع في البدايات المغرية دون الفحص والتدقيق ، صحيح ان البدايات دائما للقلب ولكن كان الاجدى تحكيم العقل فيما يأتي ، لان العاطفة التي تنشأ بالبداية هي ليست عاطفة الاعجاب كما يتوهم الاغلب بل هي لهفة ناتجة من معاناة الوحدة فيما سبق لذا ترى الانسان عندما تمضي به ايام الحب سيبرد قليلا ليتضح له عيوب من احب ، ساعتها يقع بين مطرقة الادمان على وجود شريكه وبين سندان اخطاءه.
بالمقابل هناك حب صادق فطري موجود في الكثير الكثير مما حولنا اعمقها يتجلى في حب الام لصغيرها مثلا ، حب صادق فطري لا مصالح فيه ، يجافي الاولاد امهم وتبقى تحبهم ، هي مخلصة لذلك الحب وليس لنفسها. ويحدث ان يحبنا في هذه الحياة اشخاص آخرون بنفس فطرية الام ولكن حسب التجارب والابحاث فالحب الصادق قليل جدا بسبب الانا البشرية التي تطفو في اي علاقة وجدانية.

الانا هي مشكلة المشاكل وتدفع بصاحبها للهلاك والعذاب ، وهي الحد الفاصل بين الحب الصادق وبين حب الامتلاك لذا كلما قلت الانا زادت مشاعر الحب الفطرية وكلما زادت الانا زادت مشاعر الامتلاك.















إرسال تعليق

0 تعليقات