قلوب العراقيين كسيرة لكنها تخبئ كنوزا تحت الرماد

مشاهدات

 




محمد حمزة الجبوري


ما هو مشخص أن العراقيين تعرضوا إلى نكبات متلاحقة ملأت قرائح الكتاب والمنظرين ,وما أن يتخلصوا من معضلة وخطب ما ,حتى تلقفتهم خطوب أشد شراسة ,و شهدوا أيام كهفية حالكة شديدة العتمة والظلام ,ولكن ما يثلج الفؤاد هو أن هذا الشعب كلما مرت عليه السنون المليئة بالدم والجثث كان  إزاءها أكثر صلابة وتحدي وعزم على مناهضة هذه المحن المتلازمة لأيامه بقلوب فولاذية ,ذلك لأن لا أحد يستطيع أن يحدد مديات الصبر العراقي ,فما شهده العراق عقب إسقاط النظام السابق من محاولات متلاحقة لبث سموم الطائفية ,وإثارة النعرات كان مثالاً جلياً على ذلك ,ونرى في كل مرة أن العراقيين يزدادون "إلتصاقاً" بمفهوم الوحدة الوطنية ,ورص الصفوف ,هنا نتحدث عن شعب العراق بمعزل عن السياسيين ,وبعض المرتدين لرداء الدين المزيف ,وما يهمنا كشعب أن نبقى على مستوى الإدراك والوعي العاليين لنمتن أواصر الثقة بين فئات الشعب ومكوناته ,وأن نغذي هذا التنوع ,ونقلب الخلاف إلى وئام لنحد على أقل تقدير نزيف الدماء المراقة ,ونوصل رسالة إلى العابثين بوحدتنا ,والذين لن يفتروا البتة عن مغازلة مشروع ( بايدن ) التدميري ,الذين يسمونه الحل الأمثل !!!! لحفظ الدماء ,ونحن نراه مشروع "إبادة شعب" بأسره ,
ما نسعى إليه ككتاب ومهتمين ومتلظين بنار الوجل والخوف على بلاد عمقها التأريخ يراد لها أن تباد ,وتمحى من الزمن هو مواصلة السير في هذا الدرب الشاق  الذي مشى به كل الوطنيين  رغم وعورته ,وشعورهم بالغربة إزاء من يغردون اليوم خارج "السرب الوطني"  ,والإتجاه صوب إستنهاض الوعي الجمعي لإنارة العتمة التي حاول البعض تكريسها لنبقى في حالة "السبات المستديمة" ,ولكننا نرى بأم العين ,وبلا مبالغة تذكر أن العراقيون قادرون على النهوض من جديد ,وإبراز الوعي النهضوي ,وإيقاد شموع الأمل الذي نراه بالعين المجردة مع إيقاد شموع العام الجديد لو أنهم وضعوا مصالح البلاد العليا نصب أعينهم ,وجلسوا في خلوة مع أنفسهم لبرهة واحدة ,وعملوا "سيرج" سريع لحجم ما مروا به من أزمات كان غالبتها من جراء ذهابهم لاهثين وراء مصالح آنية لم تحقق لهم أدنى المتطلبات الضرورية لعيشهم وإستمراريتهم في هذه الحياة التي بدت ضنكة يكتنفها وجع وألم شديدان , ما هو مرتجى من شعبنا الحبيب هجر حالة الإنكسار واليأس ,وإخراج النفائس الروحية (الكنوز) من "قاع النفوس" ,والتسامي على هذه المتطلبات الآنية الفردية ,عن طريق إختيار أناس وطنيين يحققون كل المطالب والتطلعات ,عندما يعملون لصالح بلدهم العام ,وعلى الشعب من جانب آخر أن لا  يتصاغر أمام متطلبات فردية ,فيسمح بتمدد ,وتشعب ثقافة أحادية الجانب تنظر إلى الأمور بعين واحدة ,هنا إشارة صريحة الى ما نسميه "الثورة البيضاء"  وضرورة الإهتمام على الدوام ب ( الإستحقاق الإنتخابي ) علَه يكون الحل الأنجع في نهاية المطاف.

إرسال تعليق

0 تعليقات