العراق نحو الجفاف في ظل تفاقم ازمة المياه

مشاهدات

 




د. طورهان المفتي

اشار مؤخرا تقرير للبنك الدولي ان منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا والتي تسمى اختصاراً(مينا) بانها اي هذه المنطقة وبحلول عام 2050 ستكون المتغيرات المناخية قد ضربت على اوجها في هذه المنطقة لتصل مقدار تغير درجة الحرارة باتجاه الارتفاع 6 درجات بالمعدل وربما اكثر من ذلك مع موجات جفاف وما يتعلق بها من متغيرات .

ماذا يعني ذلك للعراق ؟
هذا يعني ان يفقد العراق جميع مساحته الزراعية التي تعتمد على الامطار وليس السقي والري.

ماذا يعني ذلك ؟
ذلك يعني ازدياد حاجة العراق للمياه بمقدار الضعف من الحاجة حاليا.

ماذا يعني ذلك؟
يعني ذلك ان على الدول التي تنبع منها نهري دجلة والفرات وروافدهما ان تزود العراق ضعف الحاجة من الوقت الحالي من الحصة المائية.

وهل هذا ممكن ؟
حقيقة الامر هذا مستحيل لان الظروف المناخية سوف تختلف في تلك الدول ايضا بالتالي على الاغلب لن يصل الى العراق الحصة المائية المقدرة حاليا وليس ضعف الحصة التي سوف نطلبها ونكون بحاجة اليها.

مرة اخرى ماذا يعني ذلك ؟
ذلك يعني ان غالبية الاراضي الزراعية سوف تترك لتتحول الى اراضي بور ولن يبقى للعراق من اصل 39 مليون دونم من الاراضي المستصلحة غير الفتات ، وتلك المحافظات الواقعة جنوب بغداد سوف تعاني الامرين من العطش وانعدام الزراعة واختفاء الثروة الحيوانية.

ماذا يعني ذلك؟
ذلك يعني ان العراق سيكون بلد مستورد للغالبية العظمى من المحاصيل الزراعية والحيوانية ان لم نقل سوف يستورد المياه الصالحة للشرب ايضاً.

كيف سوف يغطي العراق تكاليف الاستيراد تلك؟
صراحة لن يستطيع العراق ان يغطي هذه التكاليف ابداً لسبب بسيط جدا وهو ان العراق يعتمد في موازنته على الوارد من بيع النفط . ولو علمنا ان دول العالم سوف تبدا بعد عدة سنوات بالتقليل والتخلص من الالات و الاجهزة والعربات التي تستخدم النفط مما يعني انخفاض الطلب على النفط وهو المورد الوحيد تقريبا في العراق .

مرة اخرى ماذا يعني ذلك ؟
ذلك يعني ان العراق سيتحول الى بلد فقير وجائع وصحارى في ارجائه .

هل يمكن ذلك ؟
نعم بكل تاكيد لان العراق بحكوماته المتعاقبة منذ 1980 لم يدر في خلدهم بناء ( بنك الاجيال) ولم يدر في خلدهم انقاذ العراق بلد النهرين وارض الحضارات .حيث لم يتم بناء اية صناعة فعلية او اية تجارة ذات جدوى للعراق وليتم تدمير تلك الصناعات ان كانت موجودة في احداث 1990 كنتيجة حرب الكويت وليتم تدمير ما تبقى منها في سنة 1998 ضمن عملية ثعلب الصحراء ، ولتختفي هذه الصناعات كلياً بعد احداث 2003. ولتستمر التعثرات في نقل البلاد للتحول الى مصافِ البلدان المستنهضة صناعياً وزراعياً وليختفي العراق كدولة ذات ثقل بالمنطقة نتيجة الارهاب والاقتتال الداخلي وداعش ، وعدم امتلاك رؤية فعلية لمستقبل العراق وذلك بسبب استمرار الاعتماد على تقارير قديمة وبالية حول امكانية العراق الزراعية والنفطية والاقتصادية ،حيث ترجع هذه الدراسات والتقارير الى عهد السبعينيات .فالبلاد لم يجر فيها استحداث فعلي للخرائط الزراعية والمائية والبيئية والاقتصادية والصناعية منذ نهاية السبعينيات من القرن الماضي بالتالي جميع الدراسات تعتمد على معطيات خيالية وردية اللون وحالمة الاتجاه وهي غير موجودة حاليا على الارض.

وما هي النتيجة ؟
النتيجة بلد منخور منهك فقير جائع عطش ( وهنا لم نذكر بقية التحديات مثل تحديات الطاقة وتوفير السكن وفرص العمل ووووو. الخ)

هل من رسالة؟
نعم الرسالة هي ترك المشاكل السياسية والمناكفات الشخصية و الاستعراضات التي لاطائل منها فالبلاد على حافة الهاوية بل اطلقت اولى خطواتها في الهاوية فهل من منقذ؟
هل هناك جراءة لدى الذين سوف يشكلون الحكومة في اختيار اشخاص( وعدم ممارسة الضغوطات السياسية عليهم) يمتلك هؤلاء الاشخاص رؤية ايقاف الخطى في الهاوية وليكون بعد ذلك اخراج البلاد من حافة الهاوية.
هذا نداء صادق الى كل الاطراف السياسية لانقاذ البلاد و الاجيال القادمة . ام هل علينا ان نقول وداعا للعراق

إرسال تعليق

0 تعليقات