الرحى !!

مشاهدات

 




بقلم .. ابراهيم الدهش

قد يتبادر في ذهن القارئ الكريم او المتلقي ان ما قصدت به من حديث هو عن مافي جوف الفم من الأسنان وأنواعها وتحديدا عن مايطحن به الطعام . ولكن للأسف إن مافي مخيلتهم بعيد كل البعد عن ما كنت أقصده في تفاصيل عنوان المقال ..
الرحى هي من الأدوات المهمة والأساسية الموجودة في البيوت القديمة سواء في المدن أو الريف وهي الألة التي يعتمد عليها في طحن الحنطة أو الشعير وغيرها . والرحى عبارة عن قطعتين صخريتين تنفصل  الواحدة عن الاخرى ، فالعلوية منها ذات فتحة كبيرة نسبيا يوضع من خلالها ما يراد طحنه وفي الجانب العلوي منها قطعة خشبية مثبتة كمقبض لها ماتسمى (اليدة) التي يعتمد عليها في دوران الصخرة العلوية بعد ان توضع الحنطة في وسطها التي تكون مفتوحة لأجل الطحن بحركة الدوران اوالأحتكاك مع الصخرة السفلى . والرحى نوع من انواع الصخور الفريدة وكأنها مخصصة لهذا المجال اي بمعنى أنها لا تتاثر عند الاحتكاك والدوران او بالمخلفات من اتربة الصخور لتختلط مع المواد المطحونة  كما أنه عند عملية الطحن تتولد شخنات كهربائية تساعد عملية الدوران بسرعة وبخفة حركة الصخور  !! يضاف الى ذلك أن  ما يطحن يكون عازل فيما بين الصخرتين ..
كنا صغارا بالامس وتنتابنا الحيرة من جراء ذلك العمل الذي فيه نوع من الغرابة والجمالية في آن واحد حيث البعض منا كان يشارك الكبار في عملية الطحن .
مرت على العراق ظروف صعبة جدا تتعلق بالوضع الاقتصادي والمادي الصعب القى بظلاله على الطبقات الفقيرة والمعدمة فكانت الرحى الصديق الوفي والحميم الذي لم يفارق تلك البيوت والعوائل المتعفف التي أبت أن تطلب العون والإحسان إلا من مالك عون المحسنين والمستضعفين   ..
ويقف مله عبود الكرخي الشاعر الشعبي يعبر بصدق عن ما يعانيه الكادحون وخاصة الكادحات من معاناة وهو يقول عن لسانهم

ذبيت روحي على الجرش وادري الجرش ياذيها
             ساعة وكسر المجرشه ونعل ابو راعيها
        هم هاي دنيه وتنكضي وحساب اكو وتاليه

إرسال تعليق

0 تعليقات