هل يقبل الايرانيون بالأرنب الامريكي

مشاهدات

 




بقلم إبراهيم المحجوب

يبدوا ان سيناريو غزو الاراضي العراقية قد اختلف تماما من سياسة البيت الابيض الامريكي وكل متابع للأحداث في الشأن الامريكي الايراني يجد ذلك ويراه بوضوح تام... فالولايات المتحدة هذه المرة يختلف كلياً لغة كلامها من التهديد والوعيد مثلما فعلت مع العراق وبرنامج الاسلحة الكيميائية التي ادعت بوجودها وذهابها لمجلس الامن واتخاذ قرار غزو العراق بموافقة وقبول اغلب اشقاءنا العرب واصدقاءنا الروس والفرنسيون وسكوت دول مثل الصين وغيرها من باب الحفاظ على مصالحهم الخاصة...وقامت بتدمير العراق بكل ماتعني كلمة دمار بدلا من ان تجد اسلحة الدمار الشامل حسب تقارير مخابراتها المركزية.. والتي لم يظهر لها وجود لحد الآن وبعد مرور اكثر من ثمانية عشر عام على الاحتلال الامريكي للعراق...
ولكن الملفت في الامر اليوم وفي السياسة الامريكية الجديدة وما يخص الشأن النووي الايراني فأن الولايات المتحدة الأمريكية هذه المرة تريد تطبيق المثل الشعبي اذا كنت تريد ارنب فخذ ارنب اما اذا كنت تريد غزال فخذ ارنب ايضاً.. وهذا ما تعتبره نوع من انواع السلم العالمي وحتى تبقى محافظة على التوازن السياسي والعسكري في منطقة الشرق الاوسط حسب ادعائها... وما اعلنه البيت الابيض مؤخرا وبصورة علنية ان على ايران القبول بنتائج ومقررات مؤتمر فيينا والخاص بهذا الشأن وبدون نقاش وتردد وإلا ((وهنا هذه الإلا)) التي وضعتها واعطت المجال لغيرها بحق التصرف وهي اما القبول من الطرف الايراني او ان الولايات المتحدة الامريكية سوف تكون غير قادرة عن منع اسرائيل من حق ضرب المنشاة النووية الايرانية وهذا طبعاً  تخويل واضح ومنح الضوء الاخضر للإسرائيليين بالتدخل والقيام بعملية عسكرية ربما سوف تجر المنطقة الى مالا يحمد عقباه وخاصة ان اسرائيل اليوم لها علاقات تطبيع مع دول عربية واسلامية وربما سوف تقوم باستخدام اراضي تلك الدول لتنفيذ عملياتها العسكرية ويبقى السؤال الوحيد.. ماذا سوف يكون الرد الايراني على هكذا تصرفات عدوانية على اراضيهم.. فهل يملك الايرانيون وسيلة دفاع مختلفة عما كان يملكه النظام العراقي ويكون الرد على التصرفات الإسرائيلية الامريكية قاسٍ جدا ام ان المصير واحد وهو نفس ما جرى في بلدهم المجاور العراق  واذا كان كذلك فالقبول في اخذ الأرنب افضل بكثير من دمار البلاد وانتشار الفوضى والنهب والسلب وعدم الاستقرار خاصة وان ايران دولة كبيرة وفيها تعددية للمذاهب والقوميات والاديان وليس لها علاقات جيدة مع اغلب الدول المحيطة بها وان ما حدث في العراق خير دليل على ذلك..اضافة الى كون اقتصادها اصبح ضعيف جدا في سنوات الحصار الاخيرة.. ولديها ايضاً قوى معارضة في الخارج تنتظر الفرصة الى العودة واستلام زمام الحكم هناك....فهل سوف يكون الدرس العراقي مفيد للحكومة الايرانية ام انهم يمتلكون مفاجأة الدفاع ولديهم اسلحة متطورة جدا تستطيع التصدي لكل هجمات ومحاولات الطرف الآخر. وخاصة اليوم اننا نعيش في عصر قوة السلاح لا قوة الشعوب فاغلب الشعوب سوف يقومون بتظاهرات هنا وهناك للتنديد بما يحصل ولكن السلاح له لغة اخرى.. لغة الغالب والمغلوب.. لغة الدمار بجهة المغلوب والنصر بجهة الغالب.....

إرسال تعليق

0 تعليقات