الزواج المبكر جريمة بحق الطفولة

مشاهدات




حيدر خليل السورميري


الزواج المبكر من المشاكلات  الاجتماعية التي لها تأثير مباشر على  مفاصل المجتمع بشكل عام ، فهي تُخلف آثارًا اجتماعية كثيرة ، كالطلاق ، والأمية وحتى التسول .

والزواج المبكر لا يخص به مجتمع دون غيره ، لكن بعض المجتمعات تشيع فيها هذه الحالة  بنسبته عالية ، لأن هذه المجتمعات فيها مقومات وتشجيع للزواج المبكر ! .


ففي العراق ارتفعت نسبة زواج  القاصرات خصوصاً بعد عام 2003 ، لأسباب كثيرة منها العنف، والحرب، والفوضى الأخلاقية والاجتماعية والأزمات الاقتصادية والعادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية السائدة في المجتمع العراقي .


فضلاً عن قلة الوعي الثقافي ، ومبدأ ( الستر ) التي تبحث عنها العوائل ، والبعض الآخر يقول نهاية الفتاة هو الزواج فإذا تزوجت مبكرة أو متأخرة فليس هناك فرق ! .


وفي هذه الحالة تفتقد الفتاة للتعليم وللتربية أيضاً ، ولا تستطيع أن تبني أسرة ، وغير مستعدة للحمل وما يترتب عليها من آثار .

حقيقة هناك فهم خاطئ للنصوص الدينية من لدن  رجال الدين ، لا يوجد نص قرآني واضح يؤكد أن سن الزواج (9أو 13، سنة ) ، بل القرآن أكد على ( بلغ الحلم ، بلغ أشده ، أنستم منه رشدا ) ، منهج القرآن هنا ليس منهج سِنّي بل منهج تكويني ، أي يعتمد على التأهيل البدني والنفسي لا رقم السن .


آثار وتبعات  الزواج المبكر 


للزواج المبكر آثار نفسية واجتماعية منها : 

_ حرمان الفتاة من التعليم ، مما يزيد نسبة الأمية بين هذه الفئة .

_ تفشي الأمراض لعدم إجراء الفحوصات اللازمة ما قبل الزواج ، ومنها  تشوه الجنين .

_  كما أكدت بعض التقارير لليونسكو أن الزواج المبكر ترفع حالات  الاكتئاب النفسي .

_ارتفاع نسبة الطلاق بين هذه الفئة .

_ وبسبب العادات والتقاليد الاجتماعية والقيود المفروضة على النساء ، تضطر الكثير منهن للهرب من أزواجهن .

أطلعت على قصة بكل تفاصيلها ( فتاة بعمر السادسة عشر متزوجة ولديها ثلاثة أطفال ، هربت من بيت زوجها ، دون معرفة المكان الذي ذهبت إليه ، وبحثوا في كل مكان لم تبقَ  مستشفى ولا مركز للشرطة ولا حتى نادي ليلي لم يبحثوا فيها ، وسبب الهروب هي العادات والتقاليد الاجتماعية السائدة كانت تتعرض للإهانة والاعتداء من قبل زوجها ، بل وحتى شقيق زوجها كان يعتدي عليها بالضرب وكذلك أم زوجها  ، لأنها بمفهومهم كانت لا تعرف أن تسير اعمال البيت من غسل وتنظيف وطبخ وتربية الأطفال ! ، كل هذه الأمور والفروض والواجبات كانت يجب أن تؤديها هذه الطفلة ! ، عندما كانت تذهب لوالدتها تشكو وتبث حالها ، كانت أمها ترد عليها لا كأم بل كشيخ قبيلة ( ماكو وحدة من عائلتنا مطلقة ، وعيب علينا وحدة مطلقة بالبيت ) ، وكأن الطلاق للرجل رجولة ! ، وللمرأة ذل وإهانة !! .

للحد الذي لم تتحمل فيه كل تلك  المضايقات والمعاملة السيئة؛  فهربت لمكان مجهول ، حيث توعد اشقاؤها  وزوجها وعشيرتها بذبحها فور الوصول إليها !! .

هذه القصة من آلاف القصص التي نطلّع عليها .


حرمان الفتاة من الحقوق 

الزواج المبكر بالعادةً تحدث خارج سياقات القانون ، حيث يتم عقد شرعي فقط عند ( المأذون ) ،ولا يتم عن طريق عقد قانوني، وهذا ما يضيع حق الفتاة وبالتالي حق الطفل أيضاً . وهي عرضة للطلاق والضياع .


للزواج المبكر مخاطر كبيرة جسدية ونفسية واجتماعية ، وزيادة الوعي بمخاطرها ممكن أن تحد منها ، وتكاتف الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني للتصدي لهذه الجريمة بحق الطفولة ، والتصدي لها هي ضرورة أخلاقية وإنسانية ، ولا يمكن السكوت عنها .

إرسال تعليق

0 تعليقات