معسكر العشاق

مشاهدات



عبير الجلاد 


رغم الظروف الصعبة .. والحصار والغربة احبته .. فلم يكن لديها خيار واحد .. فإما ان تظل محاصرة بين الفصول الاربعة او تعيش في قلب ملهم عاشق تتوقع ان يزف لها خبر استشهاده في أي لحظة، ربما عجزت روحها عن لقائه وعجزت عيناها ان تراه ولكن لم يستطع قلبها نسيانه عندما التقت به على شطآن غزة....

قال لها مودعا : اذا العين لم تراك فالقلب لم ينساكِ ... لا تسألني ما حجتي .. أرأيت رصاصة تسأل القتيل .. ربما يبيع الانسان شيئا قد يشتريه انما لا يبيع قلبا قد يهواه 

ردت عليه والدموع تنهمر على وجنتيها المحمرتين خجلا : لا تسألني عن الندى فلن يكون ارق من صوتك ولا تسألني عن الوطن فقد اقمته بين يديك ولا تسألني عن اسمي فقد نسيته عندما احببتك .. 

غادرها لم يكن يعرف المصير .. استوقفته لحظة وقالت لم اعد اخاف الموت ولم اعد افكر في الحياة عندما يزفوا لي خبر استشهادك ولن اشنق نفسي لانني اعرف باختصار ان عينيك اسرع وسيلة للانتحار . 

اجابها : هل سألقاك في محطة الجنون حيث تنسكب دماء الشهداء وتتدحرج العواطف ام سألقاك في معسكر العشاق.. هناك حيث ننثر الآهات ونقيم حبنا ضمن المعسكرات .. 

هل سألقاك يوما عندما تشرق الشمس وتبدأ معها الايام ام سألقاك عندما تغيب ... وتزداد حيرتي في الظلام ... 

-ستغوص في المجهول فمن يضمن عودتك .. 

-انت التي تربطني بالمجهول فأي مجهول ينتظرني معك .. دعيني ارتبط بك وآخذك معي .. 

فغمضت عيناها وصمتت .. تناست الحرية والمجهول ودماء الشهداء وقبلت بقيد من ذهب يلبس اصبعها .. 

وبعد مرور عدة ايام ... استقبلت رسالة  فظنت ان الشمل التئم تحت شجرة الخروب الوارفة .. طغى الصمت وفتحت الرسالة وسرعان ما تدحرج بين يديها دبلة الخطوبة الملطخة بدمائه الزكية.

إرسال تعليق

0 تعليقات