عَاتِقهَ العصر الحثیث

مشاهدات




آلان اغا باجلان 


لقد تغير العالم تماماً، ولیس الزمان كما يدعي البعض، ٲصبح ٲكثر سرعه وتغيُراً نحو التقدم، وشمل جميع مجالات الحیاه، والكثير منا منصدمٗ في دخوله لهذه الحیاه بهذه العجله الفُجائیه. صحیح ٲن العقلَ يقدر ٲن يتخطی ويعبر الزمن الذي يعيش فیه ويتقدم علیه، ويترك الحاضر ويذهب نحو المستقبل ويخوض مع تلك التجارب اللاوجوديه الآن ويشعر بالخواء، ٲلا ٲن الجسد لا يمكن له ٲن يفارق ويسبق الزمان ودائماً هُما ممزوجانِ معاًهذا ماجعل الكثير من البشر یواجه معضله كبیره جداً في تفكيره وسرعه تطوره، وكیف يمكن له ٲن يتقدم نحو الٲمام بسرعه؟ ولكن دون هلاك وعناء وشقاء يُصیبه! لا بُدَّ لكل شيءِِ في الدنيا ٲن يُسيرَ بقواعد طبیعیه من دون اجتیاز، ٳن لم نفكر ولم نعمل علی هذه الشاكله سنخسر كل شيء وسندخل في مطبات لا خروج منها، وفي النهایه لم ولن نصل الی المقصود وتحقیقه، ولربما نُصاب بٲمراض مزمنه وبالٲخص النفسیهِ منها. مثلاً اذا ٲردنا ٲن نصعد الی قمه الجبال نحتاج الی قوهِِ جسمانیه مما يمتلكه اجسامنا، وعلینا ٲیضا ٲن نعرف ٲن الوصول للقمه من دون التعلم والتعب من الرحال والتسلق والوقوع لا یكون طعماً لها. هذا للذين يطلبون ٲن يصلون الی غایات ٲمانیهم في الحیاه من دون عناء تٲكد تلك المائده لا طعم لها. یجب علینا جمیعاً ٲن نكسر تلك العاده السيئه ونتعلم ونعمل حتی ننضُج. في هذه المسائل دائماً ٲتخیل رسول الله علیه الصلاه والسلام، كان حلیماً صبوراً ورحیماً بمن حوله. تقریبا كل الرسل قد نُزل علیهم الوحي بعد الٲربعون بعدما ٲكتمل نضجهم العقلي والنفسي والجسدي، ٲي بدون ٲي عجله، بعدما قضوا شطراً من حیاتهم في مهنه رعی الغنم. وقال الله في كل الٱنبیاء(مابعث الله نبیاً ٳلا ورعی الغنم). بما يدل ویعني بذلك ما خاضوا تجارب كثیره من صبر وعنایه وبحث عن ٲماكن الخصب وتجنب ٲماكن التهلكه وتٲمل في الليل والنهار وتحمل شاقه قاسیه كي يشد عودته، والتواضع والشجاعه في مواجهه الخطر والٲعداء. وعلینا ٲن نضغط علی المكابح ونؤمن ٲن وجودها في حیاتنا ضروري لٲنقاذنا من حوادث الحیاه. ولو نظرنا وتٲملنا لٲنفسنا كبشر وسٲلنا هل خلقنا هكذا ٲعجازیاً ووصلنا ٳلا ما وصلنا ٳلیه؟ كلا البته. نحن مررنا بمراحل ونمونا مهلاً علی مهل، ومنها كانت بدایاتنا بمرحله الطفوله والطفوله المتٲخره، وبعدها مرحله المراهقه، ومن ثم الرشد ووسط العمر الی ٲن نصل الی الشیخوخه والهرم وفي اخر ونهایات العمر الموت. وهكذا هي الحیاه ٲن لم تخوض بمرحلتك وتعاني العناء اللازم فیها ما تعانیه لن تصل ٲبداً. وحتی في البذره كذلك، ٲول مرحله يتم وضع البذره في التراب، ونجدها بعد فتره من الزمن تخرج وتفتح ساق صغير منها، وبعدها تدخل في التربه لٲمتصاص الماء والٲملاح، وفي المرحله مابعد نجد ٲن الساق يقوم بمساعده النبت في الخروج من التراب باحثه عن الهواء والشمس حتی تنموا نمواً طبیعیاً بمراحلها وتعطي لنا الثمر وبعدها تهلك وتموت. من ٲكبر ٲخطاء حیاتنا هي التسرع للوصول من عدم اتخاذ القرارات الایجابیه والصحيحه لبعض المسائل الضروریه، لیس هناك قرار يستحق ٲن تتخذه مالم يكن وراءه هدفاً ما. فكلما كانت الٲهداف عظيمه كان الشخص بحاجه الی اتخاذ قرار ٲعظم، وكلما وفرنا الكثير من الدراسه المسبقه والجهد والعرق سیكون الهدف صائباً ونبیلاً. ولكي لا تقع في فخ المظاهر لا تتسرع، تمهل وتمعن وادرس المواقف جيداً كي تتضح لك الٲمور، فالعجله في الحكم تعكس طریقه تفكير صاحبها ونفسه. لذلك رفقاً بالقرارات المسبقه ٳذن، وعدم التعجل .

إرسال تعليق

0 تعليقات