الحسين(ع) بين الحرب والسلام

مشاهدات



صادق سعدون البهادلي


قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم ( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱدْخُلُواْ فِى ٱلسِّلْمِ كَآفَّةً وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيْطَٰنِ ۚ إِنَّهُۥ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) البقره 208 


أن من أهم معطيات الإسلام أنه دين لاعنف أنه دين سلام وان تشريعاته واضحه في الرفق واليسردون العسر والحرج  في جميع نواحي  الحياة ابتدا من من العبادات والأحكام والمعاملات  في علاقة المرء بذاته وبافراد أسرته ومحيطه الاجتماعي وكذا علاقته بالدوله والنظام الحاكم فيها وايضا علاقته بالآخرين ايا كانوا هؤلاء ونتبع اسلوب التفاهم بالحكمة والموعظة الحسنة والهدوء في معاملتنا مع الأخرين حينئذ تصل إلى الغايه والهدف باذن الله تعالى..اذا كان هذا ديدن الإسلام وثمارها مفيدة وكثيره فماذا نفسر (ثورة الإمام الحسين عليه السلام ) او لماذا لم يختر السلم حيث كان في مأمن هو واهله وحرمه واصحابه؟  إن الإمام الحسين عليه السلام سلك سبيل السلام وابتعد عن استخدام لغة الحرب منذ بداية خروجه من المسجد الحرام في مكة المكرمة حفاظا على حرمة المسجد من إرهاق الدماء فيه حينما ارسل   رجالا لانتزاع البيعه من الامام عليه السلام او قتله حتى لو كان متعلقا باستار الكعبه  مما أدى إلى خروج الإمام عليه السلام  هو دليل كراهته لارهاق الدماء .ثم بعد ذلك أثناء مسيره جاهد كثيرا لمنع وصول الأمور إلى درجة المواجهة العسكريه ، ولم يكن موقفه من السلام ومنعه لنشوب الحرب خوفا او نتيجه لكثرة العدو بل كان موقفا ثابتا ومبدأ راسخا حمله الإمام الحسين عليه السلام  منذ مجيئه إلى العراق ويوم  كانت القوه إلى جانبه ، وكان عدوه ضعيفا وذلك عند نشوب المواجهة بينه وبين جيش حر بن زيد الرياحي الذي انهكه العطش والتعب لكنه تجنب الحرب واختار طريقا يبعده عن خطوط المواجهه من الجيش القادم ،بل إنسانيته دفعته إلى أن يسقيهم جميعا مع خيولهم عندما طلبوا الماء ولم يعر انتباها للقائلين باغتنام الفرصة والهجوم على الاعداء بل بقي ملتزما بمبادئه قائلا: ( ماكنت لاابداهم بقتال) وظل على هذا الموقف ثابتا حتى آخر لحظه حيث يخطوا خطوات نحو السلام  وذلك  عندما أراد الأعداء أن يهجموا على معسكره  عصر يوم التاسع من محرم طلب من أخيه العباس أن يذهب إلى القوم ويطلب منهم تأخير الحرب إلى اليوم التالي وتأخير الحرب يوما واحدا أو ليله واحده خطوه ذكيه اتجاه السلام لأنه مع وجود قرار الحرب يصبح الوقت هو الفرصه الوحيده في رأسمال السلام سيما وأن الانقسام بدأ واضحا في جيش الأعداء وكلما مر الوقت كان هذا الانشقاق يزداد ويتعمق فالوقت أفضل سلاح استخدمه الإمام الحسين عليه السلام لصالح السلام وفي صبيحة عاشوراء حاول الإمام عليه السلام  ان يتجنب المواجهة قدر الإمكان  وبذلك بعدم الرد على استفزازاتهم وبخطبته التي طالب فيها وبالحاح شديد بالتمسك بالسلام ورفض منطق القتال فلقد ظل السلام يرفرف باجنحته على مخيم الحسين عليه السلام وأصحابه حتى تكشف النوايا العدوانية للجيش الأموي،  عندما وضع عمر بن سعد السهم في كبد القوس واطلقه صوب معسكر الحسين عليه السلام  قائلا: اشهدو لي عند الأمير انا اول رمى وبدأ القوم يرمون السهام ونشبت المعركه  فمعركته عليه السلام دفاعيه ليدافع عن نفسه وأصحابه واهلهه وحرمه الضرر وليرفع الظلم إلى الأبد ويبقى منار للأجيال على مر العصور ومدرسة للبطوله والتضحيات . نعم الحسين هو التطبيق الصادق للقوانين الالهيه أن شخصية الحسين وثورته    ونهضته وتضحيته تمثل المثل الأعلى  والقدوة الحسنى والتطبيق الصادق  الواقعي للقوانين الالهيه الروحيه و الاجتماعيه حيث حشد عليه السلام العلاقه الاسلاميه الرساليه بين الإنسان وأخيه الانسان حيث الاهتمام لأمور الإخوان وهمومهم ورفع الضيم ومساعدتهم وتوفير الأمان والتضحية من أجل ذلك حتى لو كلفه حياته عليه السلام هكذا انتهج اهل بيته وأصحابه المنهاج المقدس الذي خطه الإمام الحسين عليه السلام ليكون قدوة للعالم في طلبه السلام  هذا وفي ختام  مقالتي اتقدم بالتعازي إلى سيدي ومولاي الإمام المنتظر  عجل الله فرجه  وجميع العالم وبكافة أطيافه والعالم الإسلام  والشعب العراقي  باستشهاد  الإمام الحسين عليه السلام  روحي له الفداء .....

إرسال تعليق

0 تعليقات