توظيف منظمتي رشاد الإخوانية والماك الإنفصالية الإرهابيتين لشبكات التواصل الإجتماعي هل هي حرب جديدة!!

مشاهدات

 


الدكتورة جعفر صبرينة

- مختصة في شؤون الأمن وسياسات الدفاع



لقد أحدثت التطورات التكنولوجية الحديثة في منتصف عقد التسعينيات من القرن الماضي، نقلة نوعية وثورة حقيقية في عالم الاتصال، حيث انتشرت شبكة الإنترنت في أرجاء المعمورة كافة، وربطت أجزاء هذا العالم المترامية بفضائها الواسع، ومهدت الطريق للمجتمعات كافة للتقارب والتعارف، وتبادل الآراء والأفكار والرغبات، واستفاد كل متصفح لهذه الشبكة من الوسائط المتعددة المتاحة فيها، وقد أكدت الدراسات الحديثة هذا المعنى، فقد أشارت بعض الدراسات إلى أن أهم النتائج المترتبة عن هذه التقنية فتح مجالات خصبة من التواصل المعلوماتي، وظهر لدينا مفهوم القرية الكونية الصغيرة التي تختفي فيها عناصر الزمان والمكان والمسافات والحدود.  


ويسجل لهذه الشبكات كسر احتكار المعلومة، كما أنها شكلت عامل ضغط على الحكومات والمسؤولين، ومن هنا بدأت تتجمع بعض التكتلات والأفراد داخل هذه الشبكات، تحمل أفكارا ورؤى مختلفة، متقاربة أو موحدة أحيانا، ما أثر على تلك الشبكات وزادتها غنى، وجعلت من الصعب جدا مراقبتها، أو السيطرة عليها، أو تقييدها في حدود معينة.


ومع تزايد استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بشكل مستمر بين كافة الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية المختلفة، بدأت تظهر لنا تهديدات كثيرة ومن بينها تهديد الإرهاب وعلى هذا الأساس نفترض تداخلا كبيرا بين المتغيرات والظروف المسببة للإرهاب على الصعيد العالمي والقومي وبين التطور في وسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصا وأننا نعيش في الآونة الأخيرة عصرا أصبح الإعلام الجديد فيه من ضروريات الحياة نتيجة التطورات الاعلامية الكبيرة التي لا تستثني أي فرد داخل المجتمع، والتي فرضت أنماطا جديدة من السلوكيات لم تكن معهودة من قبل، وهو الأمر الذي عقد الحياة ونوع العلاقة بين الأفراد والمؤسسات، وزاد أيضا من حجم التهديدات بصفة عامة وتهديد الإرهاب بصفة خاصة، فقد وفرت شبكات التواصل الاجتماعي فرصا عديدة للجماعات الإرهابية لتنافس الأنظمة وأجهزة الأمن والمخابرات، وأعطت مدلولا آخر للإرهاب يتمثل في الإرهاب الإلكتروني، والذي يعتبره الكثيرون أخطر من الإرهاب التقليدي، نظرا لكون الإرهاب الافتراضي أكثر خطورة وانتشارا لأنه يصل إلى مئات الملايين في ثوان معدودات.


لقد ظهر التكامل والتزاوج بين الإنترنت والإرهاب بشكل جلي وواضح بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م، ولعل المنحى الخطير الذي بدأت الجماعات الإرهابية باتباعه تمثل بعدم قصر نشاطاتهم الإرهابية على المجال المادي الواقعي بل انتقلت إلى الفضاء الإلكتروني، وأصبح هناك حملة إعلامية مواكبة للحملات العسكرية، وقد اعتمد الإرهاب الإلكتروني بعدين هما:


يتمثل البعد الأول في أن تصبح الانترنت عاملا مساعدا للعمل الإرهابي التقليدي المادي وذلك بتوفير المعلومات المهمة والضرورية عن الأماكن الحساسة والمستهدفة أو كوسيط في عملية التنفيذ، أما البعد الثاني فيمكن القول عنه أنه بعد معنوي يرمي إلى التحريض على بث الكراهية والحقد وحرب الأفكار.


وتسعى الجماعات الإرهابية من وراء استخدام الانترنت إلى تضخيم الصورة الذهنية لقوة وحجم تلك الجماعات بما يخدم الجانب الإعلامي والعسكري لهذه الجماعات، فتسعى هذه الجماعات الإرهابية إلى الاستفادة من الانترنت واستثمارها في التنقيب عن المعلومات والحصول على التمويل والتبرعات وعملية التجنيد، وكذلك تحقيق الترابط التنظيمي بين الجماعات وداخلها وتبادل المعلومات والأفكار والمقترحات حول كيفية إصابة الهدف أو اختراقه.


فظاهرة الجماعات الإرهابية وانتشارها على شبكة الانترنت ولاسيما شبكات التواصل الاجتماعي، والدور الذي تلعبه الأساليب والوسائل التي تنتهجها هذه الجماعات الإرهابية، فرض علينا إخضاع هذه الجماعات الإرهابية إلى البحث والدراسة ولاسيما بعد الانعطافات الكبيرة التي أوجدتها هذه الجماعات على استراتيجية الدول في التسليح وطرق المواجهة والمواثيق والاتفاقيات في سبيل مواجهة ومكافحة الإرهاب بشكل منظم ودولي.

 وعليه أصبح العالم اليوم يواجه تهديدا غير مسبوق للأمن والسلم الدوليين، فبظهور تنظيم داعش الارهابي في العراق وسوريا، والذي لعب الدور الأكبر والأشد خطرا في ساحة الجهاد العالمي، حيث يعتبر من أخطر الجماعات الإرهابية التي تنتشر في الوطن العربي بعد ثورات الربيع العربي في 2011، مستغلا حالة عدم الاستقرار السياسي التي تعيشها المنطقة، وسيطرته على أراضي واسعة في سوريا والعراق، وبروز قوته العسكرية وقدراته الفائقة غير المعهودة في التجنيد والتعبئة والدعاية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وانخراطه في معارك عسكرية مادية واقعية ومعارك افتراضية إلكترونية، مستخدما أكثر التكتيكات القتالية توحشا، وأكثر الأساليب والوسائل المتطورة، مستثمرا البيئة المحلية والدولية في تطوير أدواته القتالية، وأساليبه الاقناعية التي يتبعها لتجنيد الشباب والنساء واستمالة الأطفال في جميع أنحاء العالم، وقد أدى نمو واستغلال داعش لشبكات التواصل الاجتماعي ( فيسبوك، تويتر، يوتيوب، انستغرام..) إلى نشر ثقافة العنف والكراهية وزاد من حرب الأفكار.


تهتم هذه الدراسة ببحث موضوع استخدام الجماعات الإرهابية لشبكات التواصل الاجتماعي والتركيز على منظمتي رشاد الإخوانية والماك الانفصالية الإرهابيتين حتى باتت حقيقة دامغة أنهما رأس الفتنة بالبلاد، كموضوع شكل قضية كبرى ضمن أجندة الدراسات السياسية الأمنية في الجزائر، وهذا ما يربط تهديد استخدام الجماعات الإرهابية لشبكات التواصل الاجتماعي بالعديد من القضايا والإشكاليات، أهمها إشكالية اثارة الفتن والتفرقة بين أفراد الشعب الواحد، وإشكالية حرب المعلومات.


كان هذا آخر توصيف لهما من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عندما نعتهما بـ"جراثيم الفتنة"، محذرا أشد تحذير من فتنة لم تعد نائمة يحاول التنظيمان الإرهابيان بشتى الطرق إيقاظها.


يعد الفضاء الإلكتروني فضاء واسعا وذات أهمية بالغة خاصة في عصرنا الآني، مما يقتضي من ذوي الشأن والممارسين والأكاديميين الاهتمام به وجمع المعلومات حوله وحول ما يترتب عنه، وعن الأخطار والتهديدات الأمنية المتفاعلة والعابرة للحدود الناجمة عنه وعن استغلال شبكاته الاجتماعية خاصة في ظل تنامي مخاطر منظمتي رشاد الإخوانية والماك الانفصالية الإرهابيتين على الأمن الوطني الجزائري. وهذا إن دل أنه يدل بعض  عن “التحالف” بين الحركتين المتطرفتين تحت غطاء مخابرات أجنبية، وأنها  أطراف مأجورة لخدمة أجندات أجنبية ضد الجزائر.


وفي هذا الصدد أكد أجزم أن خطوة تصنيف حركة “رشاد” الإخوانية ضمن التنظيمات الإرهابية  ستعمل على تقويض خلاياها وأفرعها النائمة” الموروثة عن “الجبهة الإرهابية للإنقاذ” المحظورة منذ 1992 بعد أن تبنت العمل الإرهابي لأكثر من 10 سنوات فترة تسعينيات القرن الماضي. وبداية سقوط أقنعة الإرهاب الإخواني انطلقت مع كشف ورصد الأجهزة الأمنية للمخططات المشبوهة لحركة “رشاد” الإخوانية التي تعتبر نفسها “الوريث الشرعي” لما كان يسمى بـ جبهة الإنقاذ الإخوانية المحظورة والتي أدخلت البلاد في أتون حرب دموية خلفت مقتل نحو 250 ألف جزائري وعرفت بـ العشرية السوداء.


إن حركة "رشاد" الإخوانية تبقى أخطر تنظيم إرهابي في الجزائر، بالنظر إلى طبيعة مخططاتها المنسوخة من تجارب دول عربية ما زالت تعاني من ويلات الاقتتال الداخلي والتدخلات الخارجية، باعتمادها على منظور الميليشيات المسلحة.  

غير أن حقيقة حركة "رشاد" الإخوانية الإرهابية تتعدى ذلك، وتكشف الحقائق الكثيرة بأن خطر هذا التنظيم الإخواني يتجاوز حدود الجزائر إلى "تنظيم إرهابي بأبعاد عالمية"، مرتبط بأخطر التنظيمات الإرهابية (القاعدة وداعش)، وبمخابرات أجنبية معروفة بأنها "القاعدة الخلفية لجماعة الإخوان" في العالم.


تتمحور مشكلة الدراسة حول استخدام منظمتي رشاد الإخوانية والماك الانفصالية الإرهابيتين لشبكات التواصل الجديد واستثمارها في تطبيقاته ومنابره المختلفة لتحقيق أهدافه، فالإعلام بمختلف وسائله وتطبيقاته كان دائما يشكل اهتماما بالغا في أجندة الجماعات الإرهابية، وقد غدت هذه الشبكات كقوة متصاعدة وقوة مهمة في الاستخدامات الإرهابية، كما تقوم هذه الدراسة على البحث في أهم الآليات والاستراتيجيات الدولية لمواجهة تهديد الجماعات الإرهابية والإرهاب الإلكتروني.


مع التطورات المستجدة على الساحة الوطنية  خاصة سلسلة الحرائق التي شهدتها البلاد منذ الاثنين الماضي، مفتعلة  من قبل أيادٍ إجرامية، وما أفرزته من قضايا أمنية جديدة، كان من المفروض ايجاد نظريات ونماذج تفسيرية تتماشى والقضايا الجديدة وهذا ما حرص على تأكيده الرئيس عبد المجيد تبون في خطاب للجزائريين، نقله التلفزيون الرسمي، أنه لا يجب السقوط في فخ منظمتين إرهابيتين تحاولان ضرب الوحدة الوطنية»، وهما حركتا «رشاد» الإسلامية وحركة «الماك» المطالبة بانفصال منطقة القبائل خاصة أن أماكن انطلاق هذه الحرائق كانت مختارة بدقة بشكل يسمح بإحداث أكبر قدر من الخسائر واختيار المواقع كان في مناطق ذات تضاريس وعرة بما يمنع وصول فرق الإطفاء والإسعافات.


وجاء خطاب تبون في اليوم الأول من الحداد الوطني على أرواح 69 شخصاً قضوا في عشرات الحرائق المهولة التي طالت نحو 16 محافظة. وأوضحت السلطات أن من بين قتلى حرائق الغابات 28 عسكرياً كانوا يساعدون في إطفاء النيران، و37 مدنياً في تيزي وزو و4 في بجاية المجاورة.


واستنكر تبون ما وصفه بـ«محاولات البعض التفريق بين مناطق البلاد»، محذراً ممن وصفهم بـ«الجراثيم التي تحاول الدخول والاندساس بين الشعب الواحد». وأكد أن السلطة  ستتصدى لكل من حاول التفريق بين الجيش والشعب والدولة.

       

وهكذا أصبح للفضاء الإلكتروني دور في حركة التفاعلات والتحولات البنيوية كمجال جديد في العلاقات الدولية، وبدأ ينتقل تأثيره من تغيرات هيكلية وتحتية إلى إحداث تغييرات كيفية في النظام الدولي، وأصبح يشهد العالم تطور في المخاطر الأمنية مع التطور التكنولوجي ومع الانتقال السريع من مرحلة النمو السريع إلى مرحلة الاستخدام الكثيف للوسائل التكنولوجية وللشبكات الاجتماعية، الأمر الذي أدى إلى تصاعد التهديدات الإلكترونية بما فيه الإرهاب ودوره في التأثير على الطابع السلمي للفضاء الإلكتروني، وباتت العلاقة بين الإرهاب ووسائل التواصل الاجتماعي علاقة متزايدة مع إمكانية تعرض المصالح الاستراتيجية ذات الطبيعة الالكترونية إلى أخطار إلكترونية.


واختم حديثي بمقولة الرئيس تبون علينا ألا نعطي الفرصة لمنظمتين إرهابيتين للدخول بيننا لإحداث الفتنة، في إشارة إلى تنظيمي "رشاد" الإخوانية و"الماك" الانفصالية المصنفتين حركتين إرهابيتين.


وتبقى حركة "رشاد" الإخوانية أخطر تنظيم إرهابي في الجزائر، بالنظر إلى طبيعة مخططاتها المنسوخة من تجارب دول عربية لا تزال تعاني من ويلات الاقتتال الداخلي والتدخلات الخارجية، باعتمادها على "منظور الميليشيات المسلحة"، وكذلك ارتباطها بمخابرات أجنبية والمستفيدة من مواقع التواصل الاجتماعي وللعلم إن هذه الأخيرة هي حركة إرهابية ولدت من الرحم المشوه لـ"الجبهة الإرهابية للإنقاذ" الإخوانية التي تسببت في مقتل زهاء ربع مليون جزائري خلال تسعينيات القرن الماضي، والتي عرفت بـ"العشرية السوداء" أو "المأساة الوطنية" وفق المصطلح الرسمي الوارد في قانون السلم والمصالحة الوطنية الصادر عام 2005.


ومع نهاية 2018، أحبطت الأجهزة الأمنية الجزائرية أخطر سيناريو للحركة الإخوانية عندما فككت شبكات إرهابية في عدد من مناطق البلاد كانت تحضر نفسها "مليشيات مسلحة" وصادرت كميات كبيرة من الأسلحة الحربية القادمة من تركيا وغرب ليبيا.


وتمتلك الحركة الإخوانية الإرهابية علاقات متشعبة بالإرهاب ومخابرات دولية، ومختلف أسلحتها من الذباب الإلكتروني الإخواني، فضلا عن تشكيل ميليشيات مسلحة وفق مخطط مدروس لإعادة سنوات الدم في هذا البلد العربي الذي عانى كثيرا من ويلات الإرهاب الإخواني لأكثر من عقد كامل.


أما "الماك" أو الحركة من أجل تقرير مصير منطقة القبائل، هي حركة متطرفة تطالب باستقلال منطقة القبائل الأمازيغية عن الجزائر وتقع هذه المناطق شرق البلاد وتضم ولايات تيزي وزو وبجاية والبويرة، وتتمثل أوراقها في "اللعب بالمشاكل الاجتماعية والأبعاد العرقية والأيديولوجية حيث تأسست عام 2002 من قبل المغني الأمازيغي فرحات مهني وتتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقرا دائما لها، وتزعم أن لها حكومة منفى ولا تحظى الحركة الانفصالية بدعم من سكان منطقة القبائل، وأبدى سكان المناطق الأمازيغية رفضها لأطروحات الاستقلال والانفصال عن الجزائر في عدة مناسبات بينها مظاهرات الحراك الشعبي.

وتشير التقارير الاستخباراتية الجزائرية إلى مخطط مشترك بين الحركتين لضرب استقرار الجزائر بدعم من أطراف أجنبية، وأحبطت عدة عمليات إرهابية وفككت خلايا إجرامية تابعة لها حاولت استهداف المظاهرات بمختلف أنواع الأسلحة بين سيارات مفخخة. 


ورصدت أجهزة الأمنية الجزائرية منذ 2019 عشرات الصفحات عبر منصات التواصل من دول أوروبية، وتقف وراءها حركة رشاد الإخوانية عبر عناصرها وعائلاتهم، تركز على بث الفتنة والفرقة في المواضيع الحساسة أبرزها الجيش والهوية والعلاقات مع فرنسا.


ويقوم هؤلاء الإرهابيون بإنشاء وتصميم مواقع لهم على الانترنت لبث أفكارهم الضالة والدعوة إلى مبادئهم المنحرفة، ولابراز قوة التنظيم الإرهابي، وللتعبئة الفكرية وتجنيد إرهابيين جدد، ولإعطاء التعليمات والتلقين والتدريب الإلكتروني من خلال تعليم الطرق والوسائل التي تساعد على القيام بشن هجمات إرهابية، فقد أنشئت مواقع إرهابية إلكترونية لبيان كيفية صناعة القنابل والمتفجرات والأسلحة الكيماوية الفتاكة، ولشرح طرق اختراق البريد الإلكتروني واختراق وتدمير المواقع الإلكترونية، والدخول إلى المواقع المحجوبة، وتعليم طرق نشر الفيروسات وغير ذلك لضرب وحدة الشعب الجزائري من خلال نشر الأكاذيب والفتن واستعمال سياسة الأرض المحروقة والصورة أبلغ مانراه هذه الأيام  مستفيدة من التمويل الخارجي وتمتلك الحركة الإخوانية الإرهابية عشرات الشركات الوهمية في أوروبا، والتي تقوم بعمليات تبيض للأموال أغلبها التي تتلقاها من دولة عربية معروفة بدعمها وتمويلها للتيارات الإخوانية. 


اهتمت منظمتي رشاد الإخوانية والماك الانفصالية الإرهابيتين باستخدام الفيسبوك وتويتر ودعت إلى غزوه نظرا لفعاليته وتحقيق الأهداف المختلفة من خلاله من خلاله، كتقديم المعلومات الخاصة بصناعة الأكاذيب والفتن وتزييف الحقائق ومحاولة ضرب مؤسسة الجيش الشعبي الوطني والتحريض على العمل الإجرامي والقيام بعمليات القتال وتقديم مختلف المعلومات للمنتسبين والقيام بالدعاية واستخدامه كذلك جمع المعلومات.


جدير بالذكر أنه إلى جانب استخدام الانترنت كوسيلة لتنسيق العمليات الإرهابية التي تتم على الأرض، فإنها تستخدم كذلك لتنفيذ هجمات إرهابية افتراضية على المواقع الإلكترونية المهمة، ولسرقة الائتمان أو استهداف البنية التحتية للدول التي تعتمد على أجهزة الحاسوب الرقمي بهدف تعطيلها أو مهاجمة أهداف اقتصادية لإيقافها عن العمل.


ومن بين أنشطة الجماعات رشاد الإخوانية والماك الانفصالية الإرهابيتين في هذا الصدد  قيامهما بنشر الصور والفيديوهات عبر تويتر و الفسبوك بصورة خاصة لسهولة استخدامه عبر الهواتف وقد ذكرت بعض المصادر أن التنظيم يمتلك ما يقارب 20 حسابا على تويتر، إلى جانب حسابات غير رسمية تابعة لأنصاره، ويعمل مبرمجو رشاد الإخوانية والماك الانفصالية الإرهابيتين على ابتكار تطبيقات مثل التطبيق الذي يتيح إرسال منشوراتهم للمشترك مباشرة لدى نشرها وإعادة النشر التلقائي لمتابعي المشترك.     


وبناءا على ما سبق فالمرحلة القادمة تدفع بضرورة توثيق روابط التعاون والتضامن الدولي، من أجل تقييد حدود استخدام الجماعات الإرهابية لشبكات التواصل الإجتماعي خاصة، والمواقع الإلكترونية عامة، فالمشكلة المتصاعدة اليوم هي انتقال الجماعات الإرهابية إلى الجانب المظلم للإنترنت أو ما يطلق عليها بالشبكة المظلمة أو الشبكة العميقة بعد التدابير التي بذلتها شركات الإنترنت الكبرى في حذف المحتويات الإرهابية، فقد عملت هذه الشركات على تطوير آليات الذكاء الإصطناعي التي تستخدمها في التحكم في المحتوى المسيء والمتطرف أو الأخبار الكاذبة التي تنشر على منصاتها خاصة حركتا رشاد والماك الانفصالية الإرهابيتين.


وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها الدول والمنظمات والحكومات على كافة الأصعدة والمستويات في مواجهة تنظيمات الإرهابية خاصة الحاضنة الأم "داعش". والذي أعلن عن نهايته بداية سنة 2018، إلا أنه عند التكلم عن هذه النقطة وما يبدو لنا واضحا أن بنية داعش العسكرية انتهت، وسيطرته على أراضي واسعة في سوربا والعراق انتهت، ولكن هذا لا يعني عدم وجود مجموعات صغيرة أو ما يطلق عليها بالذئاب المنفردة تشن هجمات خطيرة أيضا، مما يعني أن البنية الوظيفية لداعش مازالت قائمة وأن هناك قدرة إعلامية لداعش، وأفراد منتشرون حول العالم وأن هناك حركية لهؤلاء الأشخاص على الحدود العراقية السورية هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أن الغاية والأهداف التي وجد عليها تنظيم داعش لا تزال قائمة، كما أن الغايات والأهداف الأمريكية في المنطقة لم تتحقق بكاملها، لذلك من الممكن أن نشاهد مرة أخرى ظهور داعش تحت رايات أخرى أو تحت مسميات أخرى هذا من جهة، ومن جهة ثانية لا يهم القضاء على تنظيم داعش شكليا بقدر ما يهم القضاء على تنظيم داعش فكريا وأيديولوجيا، والقضاء على من يدعم هذا التنظيم ماديا ومعنويا ولوجستيا.

إرسال تعليق

0 تعليقات