ماكرون باريس في باب الحوائج

مشاهدات

 


سيف الدين ناصر


منهاج زيارة ماكرون الى مؤتمر التعاون في بغداد حمل الكثير من التساؤلات فقد أبلغت السفارة الفرنسية الخارجية العراقية ان الرئيس الفرنسي سيقوم بزيارة الى مرقد الأمام الكاظم في مدينة الكاظمية المقدسة وبعدها يشد الرحال الى نينوى ومن ثم أربيل التي ستكون خاتمة جولته ، البرنامج مزدحم والأكثر غرابة فيه هو زيارة الامام الكاظم في منتصف الليل بعد يوم شاق من الأجتماعات واللقاءات ضمن اعمال المؤتمر وعلى جانبه فلماذا أصر ماكرون على تلك الزيارة ؟ وماهي غاياتاها وأهدافها ورسائلها ؟ 

قبل ان نستشرف غاية الزيارة لابد لنا من جولة سريعة عبر التاريخ الفرنسي والبحث في خاصية استغلال فرنسا السياسة للدين من اجل تمرير مشاريعها ومصالح حكوماتها فبونابرت حينما دخل مصر اجتمع بالمجمع الفقهي وادعى انه المخلص الذي اتى من الغرب ليكمل العدل الموعود بل اجاد في استغلاله للعواطف الإسلامية من اجل الوقوف معه ضد المماليك المسلمين وكيف انقلبت فرنسا على الكنيسة واسقطتها بعد ان كانت عرينها ودولتها ، اذن فرنسا العلمانية لا تعترف بالديانات في سياستها وماكرون الذي يمسك شباك الضريح المقدس هو نفسه الذي قال ان الإسلام دين ازمة وهو نفسه الذي اصدر قانوناً يمنع الحجاب ويمنع ان يميز أطفال المسلمين في وجبات اطعامهم في المدارس بل امر بكتابة ان وجباتنا تحوي لحم الخنزير ، هو من اغلق المساجد واقر بان فرنسا ستستمر بنشر الكاريكاتيرات التي تسيء للاسلام فما الذي جرى ؟ وهل هذا الذي يحارب الإسلام والمسلمين في بلده اصبح محباً ومؤمناً في بغداد ؟ 

الأمر الثاني هو هل بالإمكان عقد صداقات مع الرؤساء الفرنسيين ؟ وهل بالإمكان ان ننخدع بصداقات زائفه ؟ فالكاظمي يدعي ان  ماكرون صديقه الشخصي كما أدعى ان  اردوغان صديقه بدليل تعديله لياقة القميص وربطة العنق له عند مراسيم الاستقبال ولكن هذا الصديق الشخصي استمر بقطع المياه وتقليص حصصنا المائية واستمر بانتهاك سيادة العراق باجتياح أراضيه وقصف قراه ، ان صداقة ماكرون تذكرني بصداقة القذافي لساركوزي ومنحه ٥٠ مليون يورو لدعم حملته الأنتخابيه التي قادت لوصوله لكرسي الرئاسه ولكنه رد الجميل بقتله للقذافي ! ماكرون يضع مصلحة فرنسا بين عينيه فلا صديق ولا وعود ولا وفاء في قاموسه .

الفرنسي ماكرون زار الموصل ايضاً ويطمح في الفوز بمطار الموصل كأستثمار طويل الأمد كما تمكنت الشركات الفرنسية من قبل من استثمار مطار الملكة علياء في العاصمة عمان ، زار المناطق المدمره ليرى فاعلية ضربات الرافال الجوية التي من العار انها استهدفت مدرسة ابتدائية راح ضحيتها عشرات التلاميذ الأبرياء وليرى فاعلية كتيبة المدفعية الفرنسية التي امطرت الساحل الأيسر بقنابر الموت والدمار للأبرياء والمدنيين العزل ، تحدث مع ابناءنا من الطائفة المسيحية وابدى لهم كم الحب والعاطفة لهم ولكن تلك الكلمات لم تنطلي على المطران الشهم الذي احرجه برده الوطني .

زيارة المرقد المقدس رسالة صفراء لن تنطلي على الشعب العراقي ، فعدو الأسلام الأول لا يمكن ان يكون حليف وصديق للشيعة ، ورسالتك للمليشيات التي رافقتك بالزيارة لتبين لهم انكم حلفاء الغد للفوز بالعقود والمصالح وحماية معسكراتك من الاستهداف قد وصلت وقوبلت بالترحيب ، ماكرون المتعثر في باريس يبحث عن مخرج لأزماته الداخليه ويبحث عن مصالح ومساحات نفوذ جديده تبدء من بيروت وتنتهي في بغداد السليبة ، وزيارتك التي سبقها زيارات وزيرة دفاعك ووزير الخارجيه والتجارة وعدد من الشركات ومحاولة إعادة شركاتكم الاستثمارية لتغرف من بئر المال السائب الذي يحرسه اللصوص والمرتشين لن يحدث فالشعب سيقتلع هذا النظام برمته وسيقتلع معه كل معاهدات الاذلال والتبعية والمصالح وسيبني العراق بيد ابناءه البرره ولن تفيد هذه الحكومة المحتضره مؤتمراتها التي بينت بوضوح ان كل من شارك في مؤتمرالتعاون كان يضع مصالح شعبه امامه الا رئيس حكومتنا الذي وضع مصالح شعبه خلفه فكان العراق وشعبه آخر همه والفوز بولاية ثانية غايته مهما كانت الوسائل ولك الله ياعراق .


إرسال تعليق

0 تعليقات