النفاق بين الأمس واليوم

مشاهدات



بقلم ابراهيم المحجوب 


كثر في مجتمعنا اليوم المنافقين بشتى انواعهم واشكالهم فتجد قسم منهم امتهن مهنة المدح وهذا الصنف الغاية منه تغطية عيوبه وعيوب عائلته وارضاء الطرف المتجر والمنبوذ من قبل ابناء القوم والثاني هو الشخص المنافق في الذميمة فتجده دوماً غير راضي عن احد وغايته جلب انظار الناس إليه وهو يعرف انه صنع من نفسه اضحوكة لدى خصومه.. وهناك انواع كثيرة من النفاق وقد ظهرت في مجتمعنا اليوم خاصة مع قرب موعد الانتخابات فتجد اشخاص كانوا يتكلمون بلسانهم السيء عن بعض الاخوة المرشحين سواء من السادة النواب الحاليين او من المرشحين الجدد ولكنني اراه أول المتسابقين الى مناسف الثريد التي يقدمه هذا النائب او المرشح والطامة الكبرى انه امتهن مهنة دوار حيث انه يوميا مع شخصيه جديدة وكأن صوته سوف يقسم الى عشرات الاصوات.... 

وهؤلاء هم شرذمة احفاد لمنافقين سابقين دمروا عوائلهم وعشائرهم ومجتمعات كاملة بالنفاق والمدح او الذم بغير محله. وقد حرمت كل الاديان السماوية صفة النفاق واعتبرته صفة بذيئة ولاتليق بالإنسان الصالح... 

وعندما نقرأ التاريخ نجد ان الحضارة الاسلامية في اعلى قوة لها تحطمت بسرعة بسبب كلام المنافقين ومن هذه الأمثلة بيت شعر قاله شاعر منافق بحق احد الخلفاء الفاطميين وهو الشاعر ابن هاني الأندلسي والذي يعتبر المنافق الاول بعد مسيلمة الكذاب  عندما مدح الخليفة الفاطمي المعز لدين الله :

(((ما شئت لا ما شاءت الأقدار .... 

فاحكم فأنت الواحد القهار

وكأنما أنت النبي محمد .....

وكأنما أنصارك الانصار))) 

إن أي أمة اوشعب او ملك او رئيس او حتى شيخ قبيلة يقبل هذا النفاق فاقرأ على شعبه وملكه السلام  وهكذا هي أمة العرب والمسلمين قضي عليها بالفناء. ويجب ان تعرف قارئي الكريم إن هذا الشعر كان نذيرًا بفناء دولة العرب في الأندلس والتي تم تدميرها بنفاق هؤلاء المقربين من القصور الحاكمة.. 

فكم بيننا اليوم مثل ابن هاني الاندلسي وهم يمدحون شيوخ عشائر فارغين من محتواهم ويتقربون لرجال سياسة من اجل منسف ثريد ويتقاتلون في المجالس دفاعا عن مسؤول وهم همهم الاول والأخير بطونهم التي لا تشبع من اللحوم الحمراء او البيضاء ووجوههم التي تعودت على التسول بطريقة دبلوماسية وجيوبهم التي يملأها لهم المرشحين لغايات دعايات انتخابيّه... 

وكم من منافق بيننا ينتقد امور ليس له فيها شأن اوربما يحاول ان يطفوا على الساحة فقط من اجل ان يقال فلان عكس التيار وهو لا يعرف سفينته في اي اتجاه تسير الآن... 

ابعدنا الله وابعد مجالسنا عنهم فهم فتنة الدنيا لانهم يحثون دوما على الفرقة والانقسام....

إرسال تعليق

0 تعليقات