الامام الحسين ثورة متجددة ضد الطغاة والمستبدين

مشاهدات




حسن راسم محمد


لم أخرج أشرا، ولا بطرا، ولا مفسدا، ولا ظالما،وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي محمد عليه الصلاة والسلام


"هناك قادة عظام غيروا مسار التاريخ وغيروا الافكار والمفاهيم وغيروا الاهداف والرؤى وطرز التاريخ أسمائهم بحروف من الماس والذهب لما تركوا من أفكار ورسالات ومفاهيم قيمة ومؤثرة جدا أثرت في الاجيال والامم  وضلت اسمائهم  وسيرهم تتلى على المسامع جيلا بعد جيل وازدادت الاجيال بفكرهم تمسكا ومنهاجا وعقيدتا،ومن هولاء العظام الذين خلد التاريخ أسمهم وتنورت الكتب بافكارهم هو رجل تعجز الكلمات وقد تعجز الحروف في ذكر مناقبه وصفاته ووصفه على مستوى النسب المبارك وعلى مستوى البطولة والتضحية وعلى مستوى الرسالة التي تركها بعد استشهاده إنه الأمام والقائد والقدوة والثائر والناصر والغيور والمفكر الإمام الزاخر والبحر الفاخر سيدنا وسيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي بن ابي طالب كرم الله وجهه وأعلا ذكره وخلد فكره في قلوب وعقول جميع الناس حفيد رسول الله وريحانته من الدنيا أبن قدوة المؤمنين والمسلمين وابن البتول الطاهرة قدوة النساء  المؤمنات ومنارة الهدى لهن في الاخلاق والسلوك والعلم والعفاف صلى الله عليهم من فوق سبع سموات ورضي عنهم ورضوا عنه وهم في جنانه يتمتعون ويسعدون ويهنئون"


"في هكذا شهر وهكذا ايام ومن كل سنة تمر علينا ذكرى تحمل في طياتها عدت معاني سامية سمت وعلت بالناس جميعا في زرع مبادئ التحرر والنضال من اجل الكرامة والحرية ضد الظلم والطغيان والاستبداد الذي مورس ولا يزال يمارس على الناس،

لابد ان يعلم كل انسان وكل مسلم على وجه الارض ماهي القضية الحسينية ?? وماهي الاهداف التي سعت لتحقيقها في الاوطان والامة جميعا ?? وهل تم نقل القضية الحسينية من الاقوال الى الافعال والى ممارسات واقعية في مجتمعاتنا أم اكتفينا فقط بكلمات ليس لها أي أثر ملموس في الواقع الاجتماعي،لابد لنا ان نستقرأ التاريخ جيدا ونعرف الحقائق والوقائع حول هذه القضية المباركة التي حدثت في زمن معين ولازالت اثارها وافكارها مستمرة تتلى على أسماع الافراد والاجيال،ولابد لنا ان نعلم جيدا هل الخروج الذي ارتأه الامام الحسين عليه من الله السلام هو لأجل مصلحة دنوية ام لأجل منافع شخصية أم من اجل تبوء المناصب والخلافة أم خرج من اجل قضية عظيمة أرقى وأعظم من كل هذه المصطلحات الضيقة" لابد ان نعي بأن الامام الحسين خرج من أجل أمة كاملة ومن اجل الاصلاح الفكري والاصلاح الديني والاصلاح الاخلاقي الذي غيب وفقد في زمانه عليه السلام" فكان مدرسة ودروسا بليغة ونبراسا للمتحررين من جور السلطان واستبداد الحكام وهيمنة الظالمين والفاسدين"


" عندما قرر الامام الحسين عليه السلام الخروج من المدينة المطهرة مع عدد من اهله ومناصريه وبعدد قليل قاصدا مكة المكرمة قد حذره بعض اصحابه من الالتفاف عليهم وذالك بعد العلم بان الامام الحسين يرفض البيعة فقال والله سأمضي في طريق وليقض الله ماهو قاض متكلا وواثقا بالله العظيم الذي قدره يكن وينفذ رغم كل الصعاب ورغم كل العثرات،فالقضية التي خرج من اجلها الامام الحسين قضية كبيرة جدا عنده اعظم من الارواح والدماء ولأن بخروجه كان ينظر إما سيحق الحق او سيبقى الباطل والفساد منتشرا في كل مفاصل الدولة والامة الاسلامية" فقرر الخروج الى العراق هو واصحابه واهله متوكلا على الله ثم الاندفاع نحو القضية المباركة التي سار لأجلها"وعلى الرغم مما حدث له ولأصحابه الكرام وأهله المنزهون من ظلم وأضطهاد وقتل وسفك للدماء وأجتماع البغات عليهم وقطع رأسه الشريف المبارك المطهر والمخضب بدماء الحرية بدماء العز بدماء الإباء بدماء التضحية بدماء الانتصار ودماء الكرامة اوصل لنا الافكار المطهرة والنقية والاهداف القيمة التي يجب على الآخرين ان يسيروا عليها رغم ماسيتعرضون له من ابشع وأعنف الاقوال والافعال"


"لا بد ان نفقه جيدا الدروس والعبر والتضحيات التي سطرها الامام الحسين واصحابه واهله عليهم السلام والرضوان من الله المنان،من دروس هدفها نبيل ومن اجل المصلحة العامة لا المصلحة الخاصة من اجل نصرت المظلوم لا نصرت الظالم من اجل تقوية الضعيف لا إذلاله او احتقاره ومن اجل زرع افكار العز والاباء والشموخ في العقول والنفوس لا جعلها خاضعة ومخنوعة للجائر فهذه الدروس وهذه المقاصد العظيمة التي اتى بها الامام الحسين عليه السلام لابد ان نطبقها في حياتنا اليومية وتحويلها الى واقع ملموس تمارسه الاجيال والافراد لأن الظلم مستمر وقائم لا ينتهي والمستبدين والطغاة والظالمين والمجرمين موجودون في كل زمان ومكان والفاسدين يحيطون بنا  يتمتعون ويهنئون بأموال السحت الذي جلبوه وسرقوه من قوت الفقراء والضعفاء والمساكين والذين ليس لهم حول ولاقوة الا بالله" فالقضية الحسينية المباركة اتت بكل المعاني الواضحة من تعرية المستبدين الذين يريدون اذلال شعوبهم ومجتمعاتهم الفقيرة البائسة"وسيبقى الحسين عليه السلام في ارواحنا وفي نفوسنا نتغذى بافكاره الداعية الى الحرية والحق والاصلاح وتطبيع الاهداف القيمة والنبيلة في نفوس الافراد والشعوب"وعلمنا الحسين بأن الظلم لن يدوم وان الظالم سيهلك وسيخزى ولو بعد حين وعلمنا ان نكون عونا وناصرا للفقير نقف معه ونسانده ونعينه وننصره اذا ماخذل،وعلمنا بأن خيرنا اذا كانت نيته حب الآخرين وتغليب مصلحة العامة على مصلحته الخاصة،وعلمنا دروسا عظيمة وجليلة ستبقى راسخة وثابتة فينا،

فالسلام عليك يوم ولدت والسلام عليك يوم اصلحت والسلام عليك يوم جاهدت والسلام عليك يوم نصرت والسلام عليك يوم ضحيت بنفسك وأهلك والسلام عليك يوم استشهدت منتصرا عظيما مرفوع الرأس ومرفوع المقام"

والخزي والعار والذل لمن قتلك فقد انتصر الله لك يوم أخزى قاتليك وأرعبهم ومزقهم كل ممزق وجعل ارواحهم في جهنم تستعر"

إرسال تعليق

0 تعليقات