حرب المياه - الجزء الأخير

مشاهدات



نمير ناطق 


الحاقا بالمقال السابق كمدخل للمقال الثاني  لم يكن العراق بغافل عن هذه الحرب وكانت التحضيرات لهذه الحرب بدايتها تعود للحكم الملكي ومجلس إعمار العراق واللذي كانت من خططه المشاريع الاروائيه واستغلال مياه نهري دجله والفرات وسوف اذكر لكم حاله توكد كلامي ..

في تسعينيات القرن الماضي كنّا نحلق بالطائرات في مناطق الناصرية والكوت وكنا عند تحضير الخرائط نشاهد على الخارطة كلمه الهولندي وفِي بعض الخرائط مكتوب عباره القناة الهولندي  ماهو هذا الهولندي لقد كان عباره عن أخدود طويله اندثرت معالمه في بعض المناطق ولكنه كان يبدو واضحا كنهر او ساقيه كبيره في الشتاء بسبب تجمع مياه الأمطار فيه... 

اتضح فيما بعد انه النهر الثالث او نهر صدام او النهر العظيم حيث كان المشروع الهولندي وتسميته تعود نسبه للشركه الهولندية اللتي بدات بالمشروع سنه ١٩٥٦ ولَم يكتمل الا في تسعينيات القرن الماضي وهو لجمع مياه السيول والأمطار والمياه الجوفيه ومياه المبازل واستصلاح آلاف الدونمات من الاراضي على جانبيه وبعد مده يصبح مائه عذب حاله حال دجله والفرات ويصب ( لست متاكد ) في شط العرب وهذا المشروع (الهولندي) وطوله حوالي ٣٠٠ كم هو من مكملات المشروعات الضخمه للسيطره علي المياه مثل سده الكوت والهندية  وسد الثرثار  للربط بين دجله والفرات وناظم الحبانيه وسد سامراء وبقيه السدود والنواظم مثل سد دوكان ودربندخان والقادسية ( حديثه ) وسد الموصل والكثير لامجال لذكره اذ ان الحكومات المتعاقبه على العراق لم يغيب عنها هذا الخطر وتحضرت له منذ سنه ١٩٥٦ عندما كان العراق تابع لمنظومة دوليه راقيه بحكمه الملكي وكانت للمياه بالعراق دائما وزاره  اسمها الري ولها كوادر متطورة لصيانة شبكه مياه دجله والفرات والأمطار والسيول حيث كان العراق متحضر ومتهيا لسيناريو محاصرته وتجفيف أنهاره كما يحدث الان وكيف سوف يحد من كارثه حرب المياه التي تدير ازمتها دول دول ليس لها شحه بالمياه مثل فرنسا وعند دخولك لموقع المجلس العالمي للمياه سوف تتعجب لعدم وجود دول عربيه موثره في هذا المجلس بعد ان كان العراق رئيس المجلس العالمي للمياه والذي كان يراس الوفد العراقي الدكتور عدنان عزيز جابرو  خبير الري والمياه العراقي المعروف ، ولكن توجد دوله عربيه مستفيده جدا من هذا المجلس دوله ليس لها موارد مائيه سوى مياه الأمطار  انها الاْردن حيث يقوم المجلس العالمي للمياه بإدارة موارد الاْردن المائية وتحصينه ضد الجفاف واليوم نرى سد الملك حسين والذي اصبح بحيره جميله بسبب الاداره الجيده لموارد المياه بالاردن واعتقد كذلك يقوم بإدارة الموارد المائية للمغرب ايضا وهما دولتين ذات نظام ملكي  !!! ونظام الري والموارد المائية مؤمن بهما ويعتبر من أولويات أمنهم الوطني والقومي والغذائي .... ولو كان للأردن نهر صغير عدى نهر الاْردن (كل مياهه لإسرائيل ) مثل نهر شطيط لغزت العالم العربي بمنتجاتها الزراعية  ... الغريب بالموضوع ان العراق لم يتعامل مع المجلس العالمي للمياه ولحد الان لايوجد اَي خبر يشير لهذه الكارثه اللتي ربما سوف تحل بالعراق... اعتقد ان ازمه العراق المائية وهو بلاد الرافدين ومهد الزراعه هو بسبب اداره فاشله لمنظومة الموارد المائية في العراق  واللذي سوف يكون لاسامح الله مسرح لحرب المياه حيث ان تجفيف انهار العراق سوف يؤثر بيئيا فيما حوله وكذلك بسبب انخفاض ارض العراق عن بقيه الجوار فانه من الممكن جدا ان تقوم تربه العراق بسحب المياه الجوفيه من الاْردن والسعوديه وعندما يتم التفاوض لوقف هذه الحرب سوف يكون العراق جثه هامده مع عدم وجود جيش وحكومه قويه تدافع عنه وبالتالي نصل للحلقه الاخيرة من الحروب الخمسه والله اعلم 

إرسال تعليق

0 تعليقات