ما أشبه اليوم بالبارحة.... إسرائيل مجدداً تحت الصواريخ

مشاهدات



نصار النعيمي


جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، لبحث التصعيد بين إسرائيل والشباب الفلسطيني في غزة، وذلك بعد أن شهدت المدينة اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين، يوم الإثنين الماضي، خلفت مئات الجرحى.. وقالت فصائل فلسطينية إنها أطلقت 130 صاروخا على تل أبيب، بعد أن أسقطت غارة جوية إسرائيلية برجا سكنيا مؤلفاً من 13 طابقا في قطاع غزة خلف بحسب مسؤولو الصحة في غزة 32 فلسطينيا، بينهم 10 أطفال، وأصيب أكثر من مئتين بجروح، من جهتها أعلنت إسرائيل عن فرض حالة الطوارئ في مدينة اللد بعد أحداث شغب ومواجهات بين العرب واليهود في المدينة، مع تصاعد الصراع بين القوات الإسرائيلية والمسلحين الفلسطينيين.

تقودنا الذكريات اليوم الى ما بعد يوم واحد من انطلاق حرب الخليج الثانية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ضد العراق عام 1991، حيث نفّذت بغداد تهديدها بقصف المدن الإسرائيلية، والرد العسكري العراقي المفاجئ بدأ في 18 يناير/كانون الثاني وحتى 25 فبراير/شباط 1991،ما أدى الى خروج مظاهرات في مصر والأردن وفلسطين لدعم العراق في حربه ضد القوى الغربية، الضربات العراقية كانت عميقة ومؤثرة لاسيما على الطرف الإسرائيلي الذي تجاوز حالة الحرب منذ عام 1973

ما خلف أعمّق الأثر من خلال الحرب النفسية العراقية التي استطاع الإعلام العراقي والدولي زرعها في الشخصية الإسرائيلية التي بدت في أعلى درجات الرعب والخوف حينها. ولذلك كانت جرعة أمل جديدة للجسد العربي، لتعيده من جديد إلى مرحلة المواجه التي تحدث اليوم، وبعد مرور أكثر من ثلاثين عاما أعلن الجيش الإسرائيلي مؤخرا عن معلومات تشير إلى أن العراق أطلق 43 صاروخاً على المدن الاسرائيلية، وكشفت الوثائق الإسرائيلية مؤخراً مدى دقة هذه الصواريخ في اختيار المناطق التي تم قصفها في تل أبيب التي نالت النصيب الأكبر من الصواريخ العراقية، إذ سقط عليها 26 صاروخا، ونالت مدينة حيفا 8 صواريخ، وسقطت 4 صواريخ على مجلس شمرون الاستيطاني بالضفة الغربية المحتلة، و5 صواريخ في منطقة النقب بالجنوب. وبعد 3 عقود من التكتم أزاحت إسرائيل الستار عن خسائرها في تلك الهجمات، معترفة بسقوط نحو 14 قتيلا وإصابة العشرات.

وظهرت مؤخراً، مقاطع فيديو لآثار الدمار الذي خلفه القصف في منطقة تل أبيب وحياة الإسرائيليين في غرف الإغلاق المحكمة، وسماع صافرات الإنذار في أنحاء البلاد، والشفرة "أفعى" التي سمعت عبر التلفزيون والراديو الإسرائيلي التي تطالب المواطنين بالبقاء في الغرف محكمة الإغلاق.


واستعرض الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية أبرز تفاصيل الحرب بالجبهة الداخلية التي كانت تحت القصف العراقي من ليلة 18 يناير/كانون الثاني إلى 25 شباط/ فبراير 1991، حيث انطلق إنذار مقلق في جميع أنحاء إسرائيل، بعد رصد إطلاق صاروخ من العراق .إذ تكرر المشهد الإنذاري وكان القلق الأكبر سواء لدى قيادة الجيش أو القيادة السياسية في تل أبيب هو أن نظام صدام حسين سيطلق صواريخ تحمل رؤوسا كيميائية.

ونتيجة الهواجس التي تم الترويج لها، تم توزيع الأقنعة الواقية من الغاز الكيماوي وغاز الأعصاب على جميع المواطنين في إسرائيل، بحيث تحولت منازل اليهود إلى غرف محكمة الإغلاق، وعدم النزول إلى الملاجئ خشية الغازات الكيماوية التي قد تحملها الصواريخ العراقية.


ما أشبهه اليوم بالبارحة ونحن نرى ابطالنا الفلسطينيون يصنعون ويقصفون المدن الاسرائيلية بالصواريخ مهما كان حجمها، حيث اعاد القصف الفلسطيني للعرب ثقتهم بأنفسهم كما اعادتها مرحلة قصف العراق لإسرائيل قبل أكثر من ثلاثين عاما. رغم تخاذل جميع الحكام العرب عن الدفاع عن حقوق الفلسطينيين لاسيما بعد عقد صفقات التطبيع الذي نجحت فيه اسرائيل مع حكام وقادة بعض الدول العربية.

اليوم يتبين للعالم أجمع ان شعبنا الفلسطيني لم ولن يتنازل عن حقه في ارض المقدس وفي كل شبر من فلسطين، حتى لو تنازل الحكام العرب، الا لعنة الله على الظالمين.


إرسال تعليق

0 تعليقات