سقوط بغداد على يد الجيش المغولي بقيادة هولاكو خان و ما ذُكر و سُطر في التاريخ ... التاريخ !!!

مشاهدات




أحلام طارق



اغلب شعوب الأرض يعتزون و يتفاخرون بتاريخ بلادهم و تاريخ اسرهم و نجد ان التاريخ مادة أساسية تدخل ضمن المنهاج التربوي و الأكاديمي في مجال الدراسة بكل مراحلها رغم علمنا جميعا ان مادة التاريخ يُطعن  في محتواها فكثيراً ما نسمع ان  التاريخ مزور او انه يكتب بيد المنتصر او بيد الأعداء لذا نجد احيانا للتاريخ أوجه عديدة ناخذ منه ما يناسبنا و يناسب المرحلة او الحدث القائم حينها ، قبل عدة ايّام قرأت مقالاً عن تجربة رجل عراقي يعيش في الصين و من خلال تواجده هناك  بحث في التاريخ الصيني و ما كتب عن جنكيزخان و حفيده هولاكو و كيفية دخول المغول الى مدينة بغداد حيث وجد  بان المؤرخ الصيني ذكر بغداد و وصفها بالقوة و المنعة و كيف تم حصارها و كيف قاومت لمدة طويلة من الزمن و كيف قاتل اَهلها و كم كبدوا المغول من  قتلى  بين صفوفهم و التي تقدر 30 الف جندي مغولي سقطوا على اسوار بغداد قبل ان يدخلوها و تسقط بيد هولاكو ، عجيب جدا ان اقراء هكذا مقال و نحن نعلم ان التاريخ ذكر لنا بان المغول دخلوا بغداد سنة 1258م  دون مقاومة تذكر موضوع يدعو للتعجب ...

وربطت قراءة هذا المقال بحادثة حصلت معي في احدى المطارات قبل عدة سنوات و انا كنت حينها أروم السفر و في قاعة الانتظار اجلس الى حين موعد المغادرة كانت تجلس بقربي امرأة و جاء رجل يبدو من زيه العربي انه من احدى دول الخليج جلس في الصف المقابل قال بلهجته الخليجية انتم عراگيين قلت نعم سالنا عن اوضاعنا في المناطق التي تعرضت للارهاب من باب الاطمئنان و اردف قائلا انا اعيش من فترة طويلة في الصين بحكم عملي و احب ان اوصل لكم معلومة مهمة قرأت في كتب التاريخ الصيني كيف قاوم اهل بغداد المد المغولي و كيف قاتلوا ببسالة و اسقطوا إعداد كبيرة من جنود هولاكو لهذا حنق عليهم هولاكو عند دخوله بغداد و اخذ بثأر قادته و جنوده الذين سقطوا على يد جيش الدولة العباسية قبل دخولهم اسوار بغداد ، كان يتكلم الرجل و انا اسمع دون ان اهتم للموضوع لان تفكيري محصور بالرحلة و متى سأغادر و متى اصل الى مبتغاي أنهى كلامه الرجل و غادر و مرت سنين الى ان قرأت المقال و اصبح لدي دافع قوي لمعرفة الحقيقة و بدأت ابحث في الكتب و في المواقع الإلكترونية و بدأت خيوط الحقيقة تنجلي امامي شيئا فشيئا و بدأ اليقين يزداد لدي ليكون راسخا بان التاريخ فعلا كتب بيد المنتصر و هو نفسه العدو فبعد دخول هولاكو مدينة بغداد و دمارها امر بكتابة التاريخ بيد الفرس و ليس بيد العرب و باللغة الفارسية و طلب منهم المبالغة في الوصف كي يرهب الدول التي سوف يدخلها و يجتاحها تباعا فكتبو الفرس ان جيش هولاكو قتل  مليوني شخص في بغداد و بعض الكتب ذكروا مليون شخص في حين ان تعداد بغداد وقتها لم يتجاوز المليون نسمة و الحقيقة ان عدد القتلى من اهل بغداد يقدرون 800 الف شخص و ذكروا ايضا ان جيش المغول رموا الكتب في نهر دجلة مما اصبح لون النهر ازرق من تحلل مادة  الحبر ....

لكن في الحقيقة ذلك الوقت كان كـُتـّابْ بغداد يستخدمون الحبر الاسود و ان  نهر دجلة مستمر بالجريان و لو كان بركة او بحيرة ربما يصح ان يتغير لون الماء بلون الحبر و ذكروا ايضا ان من كثرة الكتب التي رميت في النهر أصبحت جسرا عبر عليه جنود هولاكو اثارة في المبالغة بالوصف ، مما يثير في الوصف ايضا انهم ذكروا ان هولاكو دخل بغداد دون مقاومة و ان اهل بغداد جبنوا حين علموا بقدوم جيش المغول و لم يقدموا اَي تضحيات او يقاوموا جيش الأعداء فلو صح هذا ما هو دافع هولاكو و جيشه في الانتقام و قتل الألاف من اهل بغداد و حرق مدينتهم و تدمير بنائها و حرق الكتب و رميها بالنهر  و هم من فتحوا له اسوار مدينتهم و استقبلوه بدون مقاومة لماذا اذن هذا العداء فهولاكو قبل دخوله بغداد اجتاح عدة بلدان و لم يقم بمثل تلك المجازر اذن ما هو الدافع في الانتقام من بغداد و تدميرها ؟

نهاية الجزء الاول.. 

الجزء القادم سوف اذكر أسباب سقوط الدولة العباسية : أسباب داخلية و أسباب خارجية....


إرسال تعليق

0 تعليقات