تراث الماضي و إستشراق المستقبل شعار المؤتمر الافتراضي الدولي الأول حول التراث
بعنوان التراث بين العلوم الإنسانية والعلوم الأساسية
الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون --- ستراسبورغ فرنسا
مقدمة /
كما جاء في ديباجة المؤتمر إن تراث الأمم يعتبر ركيزة أساسية من ركائز هويتها الثقافية، وعنوان اعتزازها بذاتيتها الحضارية في تاريخها وحاضرها، فلا يعتبر التراث مجرد موروثات جامدة عبارة عن مباني أثرية أو تحف فنية قديمة، بل هو من أهم المصادر الناقلة لفكر وثقافات الشعوب السابقة , فالتراث هو القيم والمفاهيم والعادات والتقاليد القديمة، والحرف اليدوية والمواهب وغيرها من المفاهيم التي خلفها الأجداد للأجيال من بعدهم، كما نجد هنالك شريحة واسعة من الشعوب في وقتنا الحالي تولي اهتمامًا للتاريخ والثقافة، فمن تراث المجتمعات نستخلص العبر ونتعرف من خلاله على حكمة وذكاء الأجيال السابقة ووسائل تدبير أمور معيشتهم، وكيف يمكننا الاقتداء بها، وإستغلالها حتى في حياتنا اليومية. ولطالما كان التراث الثقافي مصدراً للإلهام ومبعثًا حيوياً للإبداع المعاصر، لتأخذ الإبداعات الجديدة موقعها في خارطة التراث الثقافي، وتتحول هي ذاتها تراثاً يربط حاضر الأمة بماضيها فلا حضارة دون تراث.
إشكالية المؤتمر:
تتمحور إشكالية المؤتمر حول ثلاثة عناصر أساسية تمثل فيما يلي:
ماهية هذ التراث بمختلف أنواعه وجوانبه؟
ما هو الواقع العمراني والثقافي والأدبي والطبيعي والاقتصادي من خلال هذا التراث؟
ما السبيل لترقية واستدامة التنمية المحلية والوطنية والدولية من خلال هذا التراث؟
هدف المؤتمر:
سعى المؤتمر حسب تصريح منظميه إلى تحقيق مجموع من الأهداف حول إمكانيـة تطويع خصائص التراث الثقافي والطبيعي، ليلبي إحتياجات شعوبه ومجتمعاته ومتطلبات العصر بالدرجة الأولى، دون الإضـرار بقيمته التراثية، ومحاولة الخروج بسياسة عامة لإعـادة تأهيـله وتثمينه وكيفية إدماجه واستغلاله في الواقع المادي والحياة اليومية.
و التي سيعمل المؤتمر خلال فعالياته على تحقيقها والتي تتمثل فيما يلي :
المحافظة على تراثنا الثقافي وإطالة عمره من خلال تداوله واستغلاله والمحافظة على جانبه الأصيل.
تطوير الدراسات المعنية بقضايا الفن والتراث، وتعزيز أوجه التكامل والتفاعل بينهما، والتفكير في سبل تطوير لتحقيق أهداف علمية وإنسانية مشتركة.
البحث في واقع التراث، إتاحة الفرصة للباحثين والمهتمين بالبحث العلمي في التراث بكل مجالاته، والتحاور، وتبادل المعارف والخبرات والتجارب حول طموحات العلوم وإسهاماتها في النمو والتطوير في هذا المجال.
التأسيس لحراك علمي مستمر ومتجدد وصولا إلى الإبداع والابتكار في مختلف المجالات التي تصب في حقل التراث والتي تهتم به وتدرسه، مع تعزيز التعاون والتبادل العربي والغربي وتطويره على مستوى التعليم العالي والبحث العلمي.
تعزيز القيم البحثية والإبداعية لدى الطلاب والطالبات في مرحلة الدراسات العليا، وتنمية قيم وثقافة البحث العلمي والإبداع والابتكار لديهم لغرس وتعزيز قيم التنافس العلمي الشريف، والعمل الجماعي المنتِج، وبناء جسور التواصل العلمي بين الباحثين.
إستكشاف برامج موروث ثقافي تعمل على إيجاد فرص لتوليد الدخل والمساعدة في إنشاء قوائم حصر لجوانب التراث الثقافي في البلاد، مع المساهمة في الحفاظ على المدن الأثرية الرئيسية ذات الأهمية المعمارية وزيادة الوعي بالموروث الثقافي والحفاظ عليه وتثمينه بمختلف أشكاله.
على مدار ثلاثة أيام عمر المؤتمر الافتراضي الدولي الأول حول التراث بتنظيم من مؤسسة أبتيس Apteesالفرنسية، بشراكة الجمعية العربية للحضارة والفنون الإسلامية والمنظمة العربية للمتاحف ( الأيكوم ) العربي - وجامعة فلسطين تحت رعاية مركز البحوث والدراسات الإفريقية بالسنغال - المكتب الإقليمي ﻹفريقيا ممثلية الجزائر للمنظمة الدولية للفن الشعبي – و رابطة الجامعات الإسلامية.
بدأت فعاليات المؤتمر من خلال منصة Zoom, بجلسة إفتتاحية تحدث فيها رؤساء المؤتمر في كلماتهم عن أهمية المؤتمر وقيمته العلمية وعن أهدافه.
وبختام فقرة مداخلات الرؤساء إنطلقت وقائع المؤتمر بأولى المداخلات بالألقاء على منصة زووم وتبعتها باقي المداخلات لواحد وثمانون 81 مشتركًا من تسعة عشر19 دولة هي: الامارات - الجزائر- السعودية – السينغال – العراق- الكويت – ألمانيا – المغرب – الهند – اليمن – إنجلترا – بوركينا فاسو - تركيا - تونس – فرنسا – فلسطين – كندا – ليبيا – مصر.
بحيث أديرت الجلسات العلمية والمناقشات الأكاديمية المتنوعة برئاسة نخبة من الأساتذة الدكاترة وكوكبة العلماء وخبراء التراث من باحثين ومهتمين تطرقت إلى السنة 06 المحاور التالية:
المحور الأول: العلوم الإنسانية وأثرها في التراث
المحور الثاني: التراث الثقافي المادي والا مادي
المحور الثالث: التراث بين الأصالة والامتداد
المحور الرابع: الابداع والتجديد في التراث العربي
المحور الخامس: الآليات والاجراءات التكنولوجية والتطبيقية.
المحور السادس: التجارب المحلية والدولية في حماية وصون والحفاظ على التراث.
تمت مناقشة عدد (ستة وخمسون56 ) ورقة علمية، على مدار الثلاثة أيام موزعة على (10عشرة) جلسات علمية, وفقا للبرنامج المسطر, في مجالات التاريخ والتراث ، الفنون، العمارة والتي قام بتحكيمها ثلاثة وسبعون73 محكماً كل في مجاله وميدان تخصصه.
وقد تابع المؤتمر على صفحات التواصل الإجتماعي مباشرة لأكثر من سبعة آلاف متابع, بإهتمام و حرص على المتابعة صباح مساء طوال أيام المؤتمر و جلساته المبرمجة بكل شغف.
مختصرات مما جاء في كلمة الرؤساء:
كلمة: أ.د/ بامون آمنة -مدير عام بمؤسسة APTEES – فرنسا- رئيس المؤتمر
في عالم يموج الآن بالصراع العلمي الحضاري والتقني، من أجل إيجاد حل ناجع للمشاكل والعراقيل التي جاء بها وباء كرونا والذي ضرب العالم كله فأثر على الحياة بصورة كلية وتعرضت البشرية للتوقف التام فترة كبيرة توقفت الحياه تماما خصوصا في المناطق التراثية والأثرية والمتاحف وغيرها، بل والحياة الثقافية في العالم أجمع، فتوغلت بعض الظواهر في الفكر والمجتمع والثقافة والجغرافيا لتأثيراتها التي تو ّجه مسارات مختلفة تحّول دلالتها التي تتفاعل معها لتنضج أفكارا فتؤثر على الآخر الذي يتلقاها.
كلمة: أ.د/ محمد على حسن زينهم -رئيس الجمعية العربية للحضارة والفنون الإسلامية - رئيس المؤتمر
عقد هذا المؤتمر الهام جدا في توقيت صعب يمر به العالم ويخوض المجتمع العلمي الدولي سباقا محموما من أجل اللحاق بركب التطور والتسلح بالعلم من أجل إنقاذ البشرية بماضيها وحاضرها ومستقبلها من أجل السيطرة علي وباء كرونا الذي فتك بالبشر واضر بالحجر ، حيث يأتي هذا المؤتمر الذي يفجر داخل كل واحد منا فخر بماضيها وما يمكن أن يستشرف منه مستقبله إلا وهو التمسك بهويته حيث انه الشيء يصنع هوية ألي امة أكثر من تراثها ذلك ألن التراث يعطينا فكرة عما كانت عليه حضاراتنا وهي حضارة علمت العالم وانارت له الطريق لعده قرون.
كلمة: أ.د/ محمد المختار جي-رئيس مركز البحوث والدراسات الأفريقية – السنغال - رئيس المؤتمر
يعتبر التراث والهوية الثقافية للأمة، ومن دونه تتفكك الشعوب والأوطان، فهو يعتبر رمزا للمعرفة الذي تناقلته الأجيال وأعادت تكوينه، إذ يساهم في تعزيز الروابط بين الماضي، الحاضر والمستقبل، واستمرارية المجتمعات ويزيد من التماسك الاجتماعي وتعزيز السالم بين الجميع، الاقتصاد المحلي حيث يتم إظهار تراث المجتمع للسياح وأي ضا يساهم في تنشيط الاقتصاد وخاصة
من خارج البالد.
كلمة : د/ الشرقي الدهمالي- نائب رئيس المنظمة العربية للمتاحف – المغرب - رئيس المؤتمر
يسعدنا في المنظمة العربية للمتاحف، االتحاد الجهوي للمتاحف العربية والممثل الرسمي للمجلس الدولي للمتاحف في المنطقة، أن نكون شركاء لهذا المؤتمر الدولي تحت عنوان "التراث بين العلوم اإلنسانية والعلوم األساسية، تراث الماضي واستشراق المستقبل"، والذي ينعقد هذه السنة في ظروف استثنائية مرتبطة بانتشار وباء كورونا المستجد، وبتأثر كل المؤسسات الثقافية عبر العالم بإجراءات الحجر الصحي المتكرر واإلغالق الكلي أو الجزئي لهذه المنشآت الثقافية.منذ تأسيسها سنة 1995 تقوم المنظمة العربية للمتاحف بالمساهمة في مختلف األنشطة التي تهدف إلى تشجيع مد جسور التعاون بين المتاحف العربية والمتاحف الدولية وكذا مع باقي المؤسسات الثقافية المهتمة بالتراث الثقافي بشكل عام. ومساهمتنا في النقاش المرتبط بموضوع هذا المؤتمر الدولي تأتي في هذا السياق.
كلمة : أ.د/ أسامة العبد -الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية –الرئيس الفخري للمؤتمر رئيس جامعة الأزهر الأسبق – مصر
التراث بمعنى الديمومة وهو الإرث الذي ورثه الخلف عن السلف، وهو النتاج الحضاري للأمة خلال عمرها الممتد عبر القرون، ويعتبر التراث من أهم الموروثات الثقافية التي تميز مجتمعا من المجتمعات، ومن خصائصه الامتداد والاستمرارية والتداول بين أبناء المجتمع. والموروث الثقافي يعد جزءا من مقومات التنمية وهو يعكس ما توصلت إليه حضارات الدول، فأي حضارة عريقة ولها جذور تاريخية ال تعرف إال بمقدار ما تحمله من شواهد على رقيها الإنساني، وبكون الإنسان عبر مسيرته التاريخية يحاول أن يرقى بنفسه، فإن ارتقاءه هذا ينعكس على ما يخلفه من سلوكيات تتأصل في حياة الناس، كما يعد هذا التراث مكون أساس من مكونات الذاكرة الجمعية حيث تتسابق الدول في الحفاظ على موروثها ألنه يحفظ الهوية والأصالة والخصوصية ويحميه من الاندثار والذوبان في الثقافات الأخرى ويعطي عمقا تاريخيا ضد التقليد والاستيراد.
كلمة :أ.د/ عاشور سرقمة رئيس ممثلية الجزائر للمنظمة الدولية للفن الشعبي )IOV) الرئيس الفخري للمؤتمر - الجزائر
. يعلم الجميع أهمية التراث في حياة الأمم؛ وكيف أنه ي سهم بشكل أو بآخر في الحفاظ على شخصيتها وهويتها، لكن ال يتحقق ذلك إلا إذا اهتمت هذه الأمم بهذا التراث وأعطته القيمة الحقيقية التي يستحقها؛ من محافظة عليه وتصنيفه والتعريف به محليا وعالميا؛ عبر الوسائل المختلفة؛ خصوصا منها تلك التي تتيحها تكنولوجيا العالم والاتصال المتطورة وأيضا حمايته من السرقة إذا تعلق الأمر بالتراث المادي؛ وتدوينه وتسجيله وتحقيقه وطبعه ونشره ومقاربته إذا تعلق الأمر بالتراث اللامادي. ولعل ما يبعث على السعادة والارتياح هي هذه الجهود المختلفة في موضوعاتها وفي مطلقاتها؛ والتي تقدم في مثل هذه المؤتمرات من مختلف الباحثين من شتى أنحاء المعمورة، وهو ما يعطي بال شك صورة مشرقة لموضوع الاهتمام بتراثنا العربي بشكل خاص، ويَعلم الجميع ما يم ُّر به العالم من ظروف صحية استثنائية لم تعرفها البشرية من قبل، ولكن رغم ذلك نشاهد هذه المشاركات المتنوعة؛ التي تعبر عن الرغبة الكبيرة في استغال مثل هذه الفرص لخدمة التراث.
كلمة :أ.د/ جبر الداعور رئيس جامعة فلسطين - –الرئيس الفخري للمؤتمر - فلسطين
لجامعات والمؤسسات التعليمية والثقافية دو ر بيان أهمية التمسك بالتراث، للعمل على إحياء تراثنا الزاخر بالفوائد، تحقيقا ودراسة، لنكشف عن حقيقة دور العرب الحضاري، ومدى إسهامهم في مسيرة الحضارة الإنسانية، وبذلك نصل إلى م الفضل على تلك ال نتيجة حتمية، وهي أن الإسلام كان له بال غ الأثر، وعظي حضارة، وهذا الأمر يقودنا لضرورة استنهاض همم الشباب، ورفع معنوياتهم، وإظهار أمجاد آبائهم وأجدادهم، إكمال مسيرة الأجداد إلى آفاق مستقبل مشرق واعد، يبنى على أيدي الأبناء والأحفاد. وال بد أن نشير أيضا إلى تفوق دور العرب الحضاري في نشر قيم التسامح الديني، وحرية الرأي، والمعاملة الطيبة للمواطنين سواء ممن اعتنقوا الإسلام أو من المواطنين الذميين الذين عاشوا في كنف الدولة الإسلامية، فبالماضي نبني المستقبل، ونطوره إلى مجتمع يتمسك بثقافة التراث، لبنية لبنة، وصوا للتشييد صرح الحضارة العربية والإسلامية.
كلمة :أ.د/ رشا محمد علي استاذ بكلية الفنون التطبيقية – جامعة حلوان مقرر المؤتمر - مصر
بدور أساسي في عالم المعرفة اليوم خاصة وأن كل العلوم تقوم العلوم الإنسانية والأساسية، تسعى لتحقيق تنمية مستدامة على مختلف الأصعدة الإنسانية؛ إذ ال تزال هذه العلوم تشكل رصيدا معرفيا يساهم في بلورة المفاهيم والنظريات حول القضايا الإنسانية والاجتماعية التي تحتاج لتكاتف جميع الجهود لمعالجتها، على أساس أن العلوم ال تتنافس فيما بينها بقدر ما هي تكمل بعضها البعض خدمة للبشرية والإنسانية جمعاء بدون النظر لاختلاف العرق، الدين، الجنس، الطبقة الاجتماعية. كما ان تراكم تراث البشرية عبر العصور، أدى إلى تشكيل ثروة ثمينة ال تخص كل دولة أو شعب على وجه الخصوص وإنما هي ثروة للبشرية جمعاء، فالمباني والمواقع الشهيرة والظواهر الطبيعية الفريدة والتقاليد والعادات الثقافية تستحق الحماية والمحافظة عليها، فالتراث يتجاوز المعالم الأثرية والحضارية، حيث يعمل كجسر يربط بين الأجيال ويوحد بين الشعوب، بما يتضمنه من التقاليد الشفهية وفنون الأداء والممارسات الاجتماعية والطقوس والمناسبات الاحتفالية والحرف التقليدية والتراثية
0 تعليقات