ضحايا الحروب

مشاهدات



سحر صلاح الخزاعي


تلقي الحروب بنتائجها على افراد أي مجتمع ولكن هذه النتائج والتبعات تلقي بظلالها اكثر وتاثيرا واضحا على افراد معينيين بشكل اكثر من افراد ٱخرين.

الجميع يتأثر ولكن واقع الحال يثبت إن الأطفال والنساء هم الضحايا الأكثر تاثرا بتلك الحروب خصوصا تلك الحروب التي تدور رحاها داخل المدن وليس على الحدود البعيدة ومثال على تلك هي المعارك التي دارت رحاها داخل المدن العراقية والسورية التي تعرضت لاحتلال داعش.

فهذه الحروب خلقت جيلا من الاطفال مشردين خارج مدنهم وضائعين داخل مدنهم إن بقوا فيها.

فالاطفال الذين ينشأون تحت وابل الرصاص بالتأكيد يتعرضون الى ضغوطات نفسية هائلة مع احتمال فقدانهم الى افراد عائلاتهم او ابائهم مما يعرضهم الى التشرد والضياع وينشأ مثل هذا الطفل نشأة مضطربة ويكون مهيأ للانحراف عن جادة الصواب وربما الإنخراط في اعمال لا تتلائم واعمارهم .

هذا جانب. ومن جانب ٱخر (وهذا مؤكد)  أنه سيفقد متطلبات التنشئة الصحيحة كالتعليم الذي من خلاله يمكن اعداد جيل ينهض بالمجتمع.

أمام هذه المتغيرات في حياة الأطفال فأن سرعة تقبلهم لكل المتغيرات السلبية يكون واضحا وبشكل مبكر ومن هذا المنطلق فأن الحروب تنشيء جيلا فاقدا للأهلية في صناعة المجتمع الصحيح مستقبلا .

أن مثل هذه الحالات تكون بحاجة الى تظافر الجهود الدولية لتقديم المساعدات التي تبعد مثل هذه الحالات عن الانحراف والضلال لأن الدول ذاتها التي تتعرض للحروب تكون غير قادرة على اداء واجباتها لوحدها ازاء هذه الحالات.

الأجيال التي تعيش مثل هذه الظروف تكون بأمس الحاجة الى انتشالها للخروج بها الى بر الأمان قبل أن تغرق في مستنقع الضياع والتشتت وبذلك نسهم ومن خلال الأهمال ربما بتنشئة اجيال في الغالب تمتهن الاجرام او فريسة سهلة للمنظمات الارهابية وهو مايهدد العالم بأسره.

إرسال تعليق

0 تعليقات