غلق قناة السويس يدق ناقوس الخطر بخاصرة مصر ..

مشاهدات




مهند عزو العلاف


الجميع يعلم ان قناة السويس تعد الشريان الاقتصادي لجمهورية مصر العربية فهي ممر مائي اصطناعي مزدوج يبلغ طوله ١٩٣كم وتصل بين البحرين الاحمر جنوباً والابيض المتوسط شمالاً ويعد أسرع ممر بحري بين قارتين اذ يوفر خمسة عشر يوما في البحر المتوسط من وقت الرحلة عبر المسار القديم رأس الرجاء الصالح اذ يقدر عبور اكثر من ١٩ الف سفينة تحمل ١،١٧ مليار طن من البضائع سنويا اي ١٢% من حجم التجارة العالمية تمر من خلال هذه القناة الحيوية اذ بلغت ايرادات القناة بحدود ٥،٧ مليار دولار سنويا علما ان افتتاحها كان عام ١٨٦٩ من قبل شركة فرنسية شرعت بحفر القناة وشارك في العمل اكثر من مليون مصري مات منهم اكثر من ١٢٠ الف بسبب الجوع والعطش وقام الرئيس عبد الناصر بتأميم هذه القناة مما تسبب في اعلان بريطانيا وفرنسا وبمشاركة اسرائيل الحرب ضمن مايسمى بالعدوان الثلاثي على مصر عام ١٩٦٧ التي انتهت بخسارة مصر للحرب وتسببت في اغلاق القناة لمدة ثمان سنوات حتى قام الرئيس العظيم محمد انور السادات بأفتتاحها في يونيو ١٩٧٥ بعد انتصاره على اسرائيل في حرب اكتوبر عام ١٩٧٣ وفض الخلاف الحاصل وقتها، اليوم يمثل غلق قناة السويس هو ناقوس الخطر الذي يدق في الاقتصاد المصري، وبسبب هبوب رياح عاتية اجتاحت القناة الثلاثاء الماضية تسببت في انحراف حاملة الحاويات البنمية العملاقة"إبفر غيفن" الذي يبلغ طولها ٤٠٠م القادمة من الصين الى اوربا تسببت بشكل يثير الشكوك بغلق القناة كلياً !! مما اضطر العديد من السفن التوجه الى المسار القديم "راس الرجاء الصالح" وهو التفاف السفن حول قارة افريقيا كلها من اجل الوصول الى وجهتها وتعطل العديد من السفن المنتظرة عبور القناة او تغبر وجهتها هي الاخرى الى المجرى القديم وهذا بحد ذاته يدق ناقوس الخطر لمصر اذ بدأت العديد من الدول بطرح حلولا بديلة عن هذه القناة مثل ايران بانشاء طريق بري يربط جنوبها الواقع على المحيط الهندي مع بحر قزوين شمالاً وكذلك اسرائيل بدأت تفكر هي الاخرى بحفر قناة مضيق العقبة السؤال الذي يطرح نفسه هل من المعقول سفينة واحدة تغلق قناة تعد عالمية؟!! على الحكومة المصرية ان تضع في حسبانها كل الاحتمالات وان تباشر بتوسعة وتعميق ممر القناة تلافيا لأي مشاكل قد تواجهها مستقبلا فالحرب الاقتصادبة والتجارية هي اخطر من الحرب التقليدية ..


إرسال تعليق

0 تعليقات