واشنطن ..كُلّ شيء وارد

مشاهدات



د. فاتح عبدالسلام


هناك تفاؤل لدى كثير من السياسيين في العراق يفيد انّ هناك ضمانات غير مكتوبة في انّ الولايات المتحدة لن تخوض حرباً في مدى أربع سنوات في أقل تقدير، استناداً الى شاهد وحيد هو انّ معظم الحروب التي وقعت في المنطقة من العام ١٩٩٠ وحتى الان، ترتبط بفترة حكم الحزب الجمهوري الذي خرج من البيت الابيض . 

وذهب آخرون الى تصوير حقبة الادارة الامريكية الجديدة نوعا من انواع السياحة والاسترخاء والاستجمام مع انعدام القلق والتوتر وظروف الطوارئ . في الواقع ذلك تفاؤل ساذج، ذلك انّ الضغوط التي يتبناها الديمقراطيون من أجل المضي في تحقيق اهدافهم في السياسة الخارجية أقوى تأثيراً من الحروب العسكرية المباشرة، لأنّها ضغوط المواقف والقرارات الدافعة نحو حافة الهاوية ولما قبل مرحلة الضغط على الزناد.

وهم بذلك يضمنون انجاز المهمة بتكلفة أقل.

تلك هي المعادلة التي ستمضي الى أقصى درجات الدقة والتنفيذ في السياسة الخارجية الامريكية، وستكون ايران في قلبها الملتهب. أمّا العراق فهو الجزء الذي لا غنى عنه في المعادلة، لكن من الممكن أن لا يكون هو ذلك الجزء نفسه المعتاد وجوده في المعادلة الدولية الاقليمية الجديدة منذ ثماني عشرة سنة.

يُرجح أن يتكرر في العراق، بعد هجوم أربيل الذي كان بالون اختبار لردود الفعل، مشهد قيام الحوثيين بالقصف بصواريخ وطائرات مسيرة أهدافاً مهمة في السعودية. لكن سياقات الحرب هناك تختلف عمّا يمكن أن يحدث في العراق، بلد إدمان الحروب.

الجملة التي صار لها رواج سياسي كبير في غضون أيام، وربطها بعضهم بتحولات مقبلة، وبتلويح أمريكي لا احد يستطيع التكهن بشكله، هي انّ كُلّ شيء وارد .

إرسال تعليق

0 تعليقات