نفحات في سطور

مشاهدات



علي غدير 


لم يهدأ لي بال، مُذْ عثرتُ على (رسالة أنثى) مقلِقةٍ، تتحدث عن سيرة (قناديل البحر وليل الشتاء)، وتمارس بكل ثقتها، أمام العيان (طقوساً ممنوعة)، لتعيد إلى ذاكرتي المتهرئة ما كنتُ أشرِّحه في طفولتي على (طاولة العلم وشبح الموت)، فتنجبُ بين يديَّ ببذخها المعهودِ (نساءً من رحم الفقر)، وتطوف في أرجاء نفسي المفجوعة بفقدانها، وهي تحمل (قنديلاً مكسوراً)، ينطفئ مع أولى نسمة تهب عليها (ذات صدفة) من تلافيف قلبي، فتقرفص فوق ربوة دافئة في شلوٍ عميق من أشلائي؛ لتجد حولها (قمراً ووطناً وزهرة نرجس)، وتطلق آهة من غيابت روحها المرهفة، محاكية (منازل القمر) المتواترة منذ الأزل.

كاتبة (ثائرة) دون ضجيج، بدت لي (أكرم) مما ينبغي؛ حين قدمت أوراقها الخجلة بكل ثقة، لأكتب عنها هذه المقدمة، وكيف لمثلي أن يقدم كاتبة الاستاذة (ثائرة أكرم العكيدي) الهادئة في زمن الفوضى، الماسة في زمن الخرز، هي لا تحتاج مني إلا أن أقول للجميع "اقرؤوها لكي تستعيد أرواحكم عبقها العتيق، وتستشعرون أصل السلام".


ناقد وكاتب روائي 


إرسال تعليق

0 تعليقات