إحترام المسلمين لإختلاف العقائد

مشاهدات



بقلم / هويدا دويدار 


إن التاريخ الإسلامي يشهد على مر العصور أنه لم يحدث يوما أن هناك دولة إسلامية لم يجد فيها الأقليات كافة الحماية والأمان مع المحافظة على كافة الحقوق للعبادة بحرية تامة ..

فقد أقر الإسلام بمشروعية الإختلاف .

لقوله تعالى (لكل جعلنا منكم شرعه ومنهاجاً ولو شاء الله لجعلكم أمةً واحدةً ولكن ليبلوكم  فيما أتاكم فاستبقوا الخيرات من الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون )صدق الله العظيم 

فالمتأمل فى الكون يرى الإختلاف والتنوع فى الأشكال والأحجام والألوان .....

لذلك فالإختلاف أمر طبيعى والطبيعة من حولنا تعطينا أعظم الدروس ..

وقد أدرك الإسلام السلوكيات المسببة للوئام حيث أن غيابها وإهمالها من أهم الأسباب التى تفتك بالبشر وتسبب الدمار والحروب وتستبيح الدماء 

فالتطرف هو الفكر الأوحد سواء كان تعصب للدين أو العرق ..

ومن نتائج هذا الفكر الإستبداد للرأى والإنفراد بالحقيقة وقسر الناس عليها وهو قهر لعقول الآخرين ..

فالإستبداد الفكرى من أفدح الأخطاء التى يمكن أن يقع فيه مجتمع دون النظر للتعدد وفوائدة للنضج الفكرى والإثراء الثقافى .

لذلك علمنا الإسلام أننا لم نخلق متماثلين إنما خلقنا مختلفين فنحن أحد مخلوقات الله ..

نختلف فى الجنس واللون والثقافات والمعارف والعقائد 

وإذا تأملنا وبحثنا فى مصدر العقائد نجد أننا جميعا ننتمى إلى مصدر واحد وهو الله الواحد .

وكل ماجاء به الرسل يدعو إلى عبادة الله حتى مع إختلاف المفسرين فى الفتوى .

فتقبل الآخرين بكل إختلافاتهم الفكرية وتنوعهم والتعامل على المستوى الإنسانى من أرقى النظم الإجتماعية 


إلا أننا فى الفترة الأخيرة وجدنا عدد من الدول ممن يدعون الديمقراطية والرقى والتمدين وخاصة فرنسا أباحت السخرية ممن علمنا الإنسانية وهو رسولنا الكريم فهذا يعد منتهى التدنى الفكرى 

فلم يدخل الدين الإسلامى دولة إلا ورفع من شأنها سواء تدينت بالإسلام أو سارت على منهاجه فالتاريخ الإسلامى يعطى أعظم الدروس للتحضر وإحترام الإختلاف والحريات فى العقائد ولم يشهد أن هناك مسلم سخر يوما من عقيدة أو دين 

فقد تقبل المسلمين الثقافات والإختلافات وتفهموا القانون الربانى النظامى بالمقارنة بتلك المجتمعات فنراها رافضة للتعددية فى مجتمع من المفروض أنه ملئ بالتنوع الثقافى والفكرى إلا أن هذا الرفض يمثل إتساع هوه الصراعات والإنقسامات بين مؤيد ومعارض فثقافة الإختلاف من أعمق الثقافات فهى رابط لكل الأفكار حيث أنها تميز صاحب الفكر أنه يعلم أنه لابد أن يعيش بأفكار وأمور الحياة دون مساس بحرية الآخرين .

لذلك لابد من تأهيل تلك المجتمعات للتخلى عن العدوانية والأفكار السلبية لان الإختلاف يفجر الطاقات وينمى القدرات.

وكم من مسلمين عرب أثروا بفكرهم العديد من المجتمعات وقد حاربوا الأمية وحازوا على شرف السبق والمكانة 

فإغفال دور العقل والتمييز يؤدى إلى ظهور جيل لا يعتمد على الدليل العلمى والحكم على القضايا ومناقشة الرأى الأخر ومقارنة الحجة بالحجة والدليل بالدليل 

فتناول الشخصيات المقدسة بنوع من التجريح والعنصرية لاشئ سوى أنه مختلف 

فهى محاولات رخيصة للإنتصار على الأخر دون وعى ودراسة فهو دليل على قصر النظر والعجز على التكيف مع الأخر وفقدان الثقة فى منهجه وبعيد كل البعد عن القيم الأخلاقية الثابتة والأطر الإنسانية

إرسال تعليق

0 تعليقات