الباشا نوري السعيد وبعض من مواقفه الانسانيه

مشاهدات



ا. د حسين الفراجي       


لايخفي على الشعب العراقي  انه منذ تأسيس الدوله العراقيه ١٩٢٠ ومعها تأسيس فوج موسى الكاظم عليه السلام الذي هو النواة الأولى لتأسيس جيش العراق المهني الذي تحلى اغلب أفراده بالوطنيه والنزاهة بعيدا عن الطائفية والولاء لغير العراق والباشا نوري السعيد السياسي البارع الذي يتذكره العراقيين بأن بصمته لازالت ولغاية الان لا غبار عليها  وبدون منازع، أنه جمع بين وطنه وشعبه ولم يخن العراق إلى غاية أحداث ١٩٥٨ م والتي كانت أحداثها دراماتيكية لما بها من ملابسات وحوادث متنوعه ومتعدده حيث سبق لي وان أشرفت على رسالة ماجستير عام ٢٠٠٨م على، طالب عراقي للحصول على درجة الماجستير في العلوم السياسيه وكانت بعنوان (الباشا نوري السعيد ومواقفه الوطنيه من ١٩٣٦ ولغاية ١٩٥٨) وقد اجيزت للطالب بالحصول على درجة الماجستير من  lahaye International Yunervistey على أية حال سوف نذكر واحده من المواقف الانسانيه لتاجر عراقي تم توريطه من قبل تجار هنود في قضية استيراد مع الدوله وبيان كيف تدخل لإنقاذ هذا التاجر الذي لاتربطه معه اية علاقه سوى كونه عراقي تم استغلاله من التجار الهنود 

وهذه تدخل ضمن معايير المتنوعه لقائد من العراق لمراعات عراقي عصفت به ضروف خارجه عن استطاعته وتدخل الباشا نوري السعيد في وقتها لأسباب انسانيه دون الحصول على منافع شخصيه أو غيرها وتبين للعالم أن المواطن العراقي الأصيل كانت تقف خلفه  قيادة بلده إذا كان على حق دون النظر إلى هويته الطائفية لأن الهويه الوطنيه أقوى من كل شيء (#منقول....


في العهد الملكي وعندما كان الباشا نوري السعيد رئيساً للوزراء اعلنت وزارة الدفاع عن فتح مناقصة لاستيراد خيم للجيش العراقي(چوادر) ونشرت بالجريدة الرسمية مما حدى ببعض المتخصصين والمواطنين بتقديم عروض لغرض استيرادها فتم تقديم النماذج بعد مخاطبة بعض البلدان من قبل التجار وتم تقديمهم للنماذج وبعد طرحها على اللجنة العليا المختصة في وزارة الدفاع وبعد الاطلاع والمفاضلة وقع الاختيار على العرض  المرسل من قبل (الهند) وهذا التاجر الذي فاز بالنموذج الهندي كان تاجر من الدرجة الرابعة وغير مقتدر لدفع قيمة المبلغ لغرض اكمال استيراد الدفعة واصبح محرج لان الوقت يسرع مما اجبره ببيع منزله واقناع شقيقتهُ ايضاً على بيع منزلها لقاء وعود بمنحها مكافئة الصفقة وعندما وصلت الكمية الى مقر الوزارة بعد قيامه بالتسديد للجانب الهندي وعند اطلاع اللجنة على البضاعة القادمة تم رفضها جملة وتفصيلاً لاختلافها عن النموذج الذي تم معاينته مسبقا من قبل اللجنة.. فانصدم هذا التاجر المسكين بعد هدر امواله واموال شقيقته وبقي في البيت في حالة من الهستيريا والجنون ومرت الاسابيع واخيهِ حزن على ما ال اليه الحال بمصير شقيقه الذي قد يفقد حياته فقام شقيقه بطلب مقابلة (الباشا نوري السعيد). واستعرض قصة اخاه وكيف تعرض (للغش والخداع وتبديل البضاعة) من قبل الهنود فقال الباشا اذهب لمنزلك وانا سوف اعالج الامر

فرجع الاخ لبيته ويحدوه الامل باستطاعة الباشا بأيجاد الحل.

فقام الباشا في اليوم التالي بأرسال ممثل عنه بضرورة طلب السفير الهندي لمقابلة الباشا وعندما تم اللقاء ابلغ الباشا السفير الهندي وقال له . .لكم مهلة اسبوع لمعالجة هذه الشحنة الغير مطابقة للنموذج السابق والا اخذ ربعك واخرج من العراق فوراً واغلق السفارة فّجن جنون السفير بهذا الخبر وخاطب دولته بالامر فأتاه الرد في اليوم التالي من قبل الحكومة الهندية بان الوجبة المرسلة للعراق من الخيم تعتبر مجانية وسوف نرسل لكم وجبة من اروع وامتن الخيم باقصى سرعة....فتم معالجة قضية هذا التاجر المسكين بالحنكه والتفكير السريع والمعرفة وبالسياسة الصحيحة.

هكذا كان يحكم المسؤول الذي ظلمه من لم يعرف قدره.

رحم ألله نوري ألسعيد)

إرسال تعليق

0 تعليقات