ا.د.ضياء واجد المهندس
مما لايخفى على الجميع انه الحكومة في العراق هي الاضعف في حكومات العالم تمر بثلاث مستويات الى حد انتفاضة تشرين المستوى الاول هو مستوى المحاصصة والمستوى الثاني هو مستوى التوافق الدولي والمستوى الثالث هو مستوى الرضا والقبول المرجعي.
المستوى الاول من المحاصصة التي تعتمد احيانا على المكون من حيث المذهب والدين والعرق يعني عرب واكراد ، سنة وشيعة وتعتمد على المحاصصة الحزبية والكتلية من حيث الكتل الكردستانية والكتل الشيعية والكتل السنية ومقدار وزنها الانتخابي وهناك محاصصة تعتمد على اتفاقات مسبقة بحيث يعطى وزن اكبر من وزن الاستحقاق الانتخابي يعتمد على ثقل رئيس الكتلة وعلى مقدار تأثيره فالبرزاني يعطى ثقل اكبر حتى وان تغير استحقاقه وايضا السيد المالكي يعطى ثقل اكبر لانه يمتلك الدولة العميقة فتجد احيانا الكل مثلا يأخذون 12% من حيث الموازنة والاستحقاق واحيانا يأخذون 17% وحتى في عدد الوزارات يأخذون اكثر من استحقاقهم الانتخابي التوافق الدولي الذي يمثل المستوى الثاني يمثل التوافق بين( امريكا وايران ) امريكا هي من اتت بحكام العراق وهي المسؤولة عن الوضع الذي نحن فيه وبالتالي لها دور في تشكيل اي حكومة. الحكومات إما ان تشكل بإرادة امريكية و قبول ايراني مثل حكومة محمد توفيق علاوي .أو بإرادة بريطانية ورضا امريكي وقبول ايراني مثل حكومة السيد العبادي او يكون حكومة انتاج ايراني وبموافقة امريكية مثل ماحصل مع الجعفري والمالكي وعادل عبد المهدي. بعد تشرين تغيرت المعادلة في هذا الامر. المستوى الثالث كان مستوى رضا المرجعية عادة كان لايمكن لأي كتلة أو حكومةان تكون بدون ان تحضى برضا او موافقة المرجعية وهذا المستوى تغيّر بعد احداث تشرين التي غيّرت من المعادلات الشيء الكثير حيث اصبح التوافق الدولي من نمط اخر واصبح المؤثر او العامل الضابط لأبقاء رئيس الوزراء هو المد الجماهيري للتظاهرات في وسط وجنوب العراق .
بالاضافة الى الرضا المرجعي اصبح هناك محدد اخر هو محدد الجماهير ومحدد الفصائل المسلحة التي دخلت بتأثير جديد بعد ان تغيرت لعبة التوافقات الدولية .طبعا التوافق الدولي على الحكومة لا يدخل في كثير من الاحيان عوامل التأثير الاماراتي أو القطري او السعودي او التركي لكونهم لا يمثلون إلا صدى للتأثير الامريكي في المنطقة .
بعد انتفاضة تشرين والذي حدث ان انتفاضة تشرين حدثت بفعل ضغط الجماهير وتعرضها للظلم والاذى وخاصة الشباب الذي وجد نفسه بلا مستقبل ولا قدرة على ان يكون له فرصة بالحياة معطل عن العمل ولم يجد اذآن صاغية أو حكومة توفر له اي فرصة من فرص الحياة او الوجود في وطن ينعم بالخيرات يعني وطن ميزانيته مهولة وعدد سكانه معقول ولكن نسبة الفقر فيه مرتفعة والناس الذين يكتنزون المال ويحصلون عليه والذين يسرقون منه هم فئة قليلة باغية مسيطرة على قدرات البلد ومراكز قراره .
هذه التظاهرات حالها حال الاوضاع العراقية كاملة دخل فيها المؤثر الدولي ودخل فيها المؤثر الاقليمي ودخلت فيها احزاب وبالتالي اصبحت التظاهرات نسيج غير متجانس من مطالب مختلفة بين ناشطين مدنيين وبين طلبة يبحثون عن مستقبل وبين معطلين عن العمل وبين ناس يرغبون في ارتباطات دولية اخرى وبين ناس يذهبون الى ايجاد قوة اكبر لبعض التيارات والاحزاب الموجودة في السلطة.
إن الذي غيّر الاوضاع السياسية في البلد هو الحرب االتجارية بين الصين وامريكا والاخيرة اندفعت باتجاه ان يكون العراق باتجاه ليس توافق دولي وانما يكون بإتجاه تبعية امريكية وان لايكون لايران اي دور في العراق خاصة وان ايران في ظل حصار صعب وبظل ظروف اقتصادية كبيرة. بدأت الخطة قبل اكثر من سنة عندما قرر الامريكان اطلاق يد الاسرائيليين في العراق كمرحلة اولى في برنامج معرف.... هو برنامج (اطلقوا كلاب الصيد) استخدموه مع المصريين في حرب ال ٦٧ وبدا الاسرائيلون بضرب مقرات ومخازن قوات فصائل مسلحة هم قالوا انها تابعة لايران او قالوا ان هذه الصواريخ والمخازن هي صواريخ ايرانية موجودة في العراق وبدأو بالضرب في مناطق قرب البوكمال وقرب القائم وفي امرلي وفي بلد وفي معسكر الصقور في بغداد طبعا هذه الضربات كلها كانت من خلال طيران اسرائيلي
مسيّر حقق اهداف كثيرة واستهدف البعض قيادات من الفصائل المسلحة التي لها علاقات مميزة مع الحرس الثوري الايراني. بعد ان دفعت الحكومة العراقية او البيت الشيعي باسعد العيداني الى برهم صالح وجد الامريكان نفسهم في ان يكونوا هم على الواجهة الامامية للصراع مع الحكومة العراقية ومع ايران فقاموا بضرب القائم كرد فعل أولي لدفع البيت الشيعي لأسعد العيداني كون اسعد العيداني له علاقات مميزة ويعتبر من الناس الذين لهم تأثير في القرار الشيعي عن طريق البوابة الايرانية. ازدادت المواجهة بعد ان تحركت الفصائل المسلحة الى السفارة الامريكية فاندفع الامريكيون بمساعدة بعض الاوساط الامنية و المخابراتية في العراق وسوريا الى ضرب قيادات مهمة في التوافقات الدولية وفي الوجود الايراني في العراق التي استهدفت في حادث المطار اغتيال الحاج قاسم سليماني وابو مهدي المهندس( الله يرحمهم) هذه العملية كانت عبارة عن نهاية الخطوط المتوازية بين ايران وامريكا .امريكا كانت تعمل في العراق بخط وايران تعمل بخط وهذه الخطوط لا تتقاطع. قررت الادارة الامريكية او ادارة ترامب ان تضع تقاطعات في مسار التواجد الايراني الامريكي على العراق . بعد هذه الحادثة بدأت عملية ضرب بعض الفصائل المسلحة وكانت بعض الفصائل المسلحة وبعض العمليات تستهدف قيادات كما حدث مع الضربة في جرف الصخر او مايسمى بجرف النصر إلا انها لم تفلح. ولكن هناك سلسلة من العمليات كانت معدة. العامل الذي اوقف هذه العمليات هو غزو كورونا للعالم فجعل العالم بلا حرب، فكورونا جعلت العالم مسالم حيث اوقفت الحرب في ليبيا وفي اليمن وفي السودان وفي لبنان وفي العراق وفي افغانستان وجعلت العالم مستكين الى ان يدافع عن نفسه ضد هذا الفيروس المتناهي في الصغر الذي لا يملك ارادة و قوة الا اذا دخل جسم الانسان واصبح حيا.
واخذ يدمر بلدان كبيرة ابتداءا من امريكا مرورا بايران والصين وانتهاء باوربا في ايطاليا واسبانيا وبلجيكا والمانيا وسويسرا ومعظم دول العالم.
رئاسة الوزراء في العراق كان المقرر ان يكون الرجل امريكيا ولن تقبل امريكا بان يكون اي شخصية سياسية تمر عبر البوابة الايرانية. وامريكا قد اعدت مجموعة خطوات بعضها سُرّب بشكل أو بآخر بشكل انقلاب عسكري وبالفعل هو ليس انقلاب عسكري. امريكا ارادت ان تحشد وان تضع كل قواتها العسكرية في عين الاسد وفي اربيل وتوفر لها الحماية عبر منظومة صواريخ باتريوت وشبكة درع صاروخي من صواريخ الكاتيوشا انتاج امريكي اسرائيلي وبالتالي هي تحافظ على قواتها مقابل ان تشن حملات كبيرة على الفصائل المسلحة وقياداتها بحيث يكون عام2021 هو عودة العراق الى التبعية الامريكية وليست الى التبعية المزدوجة ( الامريكية الايرانية) بالاضافة الى عملية انهاء كل الفصائل المسلحة المرتبطة بايران وفك الحشد الشعبي( جزء يحولوه الى اجزاء مدنية وجزء يتصرفون معه كما الفصائل المسلحة التابعة لايران). للاسف الشديد عندما قلنا قبل سنة تقريبا انه في بداية العام الدراسي في بداية تشرين سينتفض الطلبة والخريجين وقد تكون هذه بوابة الى تغيير الوضع العراقي كثير من الاخوة النواب والسياسين عابوا علينا قولنا وقالوا لن تحدث. الان نقول وليسمعها الجميع انه في بداية تموز ستحدث مفاجأت كبيرة في الوضع العراقي لن تكون هناك فيما بعد احزاب سياسية فاعلة في السلطة ولن تكون هناك محاصصة حزبية وسيتغير الوضع العراقي وتتغير الخارطة السياسية العراقية برمتها سواء جاء الزرفي او غيره. وسواء تم تمرير الزرفي وهذا مستبعد او تم المجيء بمصطفى الكاظمي او غيره فإن رئيس الوزراء القادم سوف يكون عبر خارطة الطريق الامريكية. وبغض النظر عما تؤول اليه الاحداث بعد كورونا لان عالم مابعد كورونا سيتغير. الحرب التجارية بين الصين وامريكا ستتغير الى منحى اخر. التحالفات الدولية، الاتحاد الاوربي تحالفات امريكا مع امريكا الجنوبية واوضاع امريكا مع اوروبا ومع الشرق الاوسط ستتغير وبالتالي سينشأ عالم جديد هو عالم ما بعد كورونا . ...
عالم ما بعد كورونا قد يأتي ايضا بعراق جديد عراق مختلف هذا العراق سوف لن يكون للاحزاب الشيعية والسنية والكردية الكبرى الاثر الاكبر والقوي و انما سيظهر جيل جديد من الشخصيات والاحزاب والتيارات السياسية المختلفة .قد يبدو الامر مستبعد او بعيد عن التصور لكن هذه هي الحقيقة وسترينا الايام ماكنا نتوقعه وسجلوها عليّ سواء مرّ الزرفي او لم يمر. الكتل السياسية الكبيرة والاسماء السياسية الكبيرة ستنتهي والاحزاب ستنتهي وسيكون عالم غريب عالم سينتفض على من جوعوه ومن جلدوه وسترون ان معظم السياسين والنواب لن يجرؤوا ان يخرجوا من بيوتهم او ان يخرجوا للاسواق او لن يخرجوا بحياة عادية كمواطنين بل إن امورهم ستزداد تعقيدا وسيزداد الوضع تعقيدا. وبغض النظر عن اسعار النفط التي سوف تتعافى بعد كورونا ولكن بحدود لن تكون كما كانت قبل كورونا إلا ان اوضاع العراق ستتغير وان النمط الجديد من القيادات العراقية ستكون اكثر وعيا ونزاهة واخلاصا لهذا البلد وستنتهي حكومة الغرباء وسيكون هذا رئيس الوزراء القادم الأمريكي الطلعة والمنهج والفكر... اخر رؤساء الوزراء في حكومة الغرباء اللهم احفظ العراق واهله
على القوم الظالمين اللهم انت مولانا نعم المولى ونعم النصير
0 تعليقات