ياحافر البير "!!

مشاهدات



د.عبد الكريم الوزان


(ياحافر البير لاتغمج مساحيها خاف الفلك يندار وانت تكع بيها )، مثل شعبي عراقي بغدادي غنته المطربة الراحلة زكية جورج ، ويراد به أن على الشخص الذي يقوم بحفر البئر أن لايتعمق كثيرا في عملية الحفر لأنه قد يأتي يوم ويفعل القدر فعلته فيقع فيه فلاينجده أحد . وهو كناية عن التحذير من ظلم الناس والتجني عليهم والايغال في ايذائهم ،و يقارب المثل في المعنى قول ( من حفر حفرة لأخيه وقع فيها ).

هذه الأغنية من ألحان صالح الكويتي وايقاع الجورجينة وهو مقام كرد وجاء فيها :

ياحافر البير لاتغمج مساحيها

ياحافر البير متكلي شلك بيها

خاف الفلك يندار وانت التكع بيها

عليك ترى الروح سلت لاتجافيها

مر بيها يامدلول والعين تداويها

لاتبطل اللوم والروحي تخليها

تنحب على المحبوب بس لا تأذيها

وجرت بحشاي نيراني دطفيها

تدري الليالي بجفاك سهران وباريها(1)

والان نشتغل ( جواكيج ومسامير ، وأحاجيج يابنتي وأسمعج ياجنتي ) ، وأقول : العراق ( يشور ) لأنه بلد الأنبياء والأولياء والصالحين ، فلاتأخذك العزة بالإثم ( ياجنتي) ، وكفى ماحاق بهذا البلد من ويلات ومحن ، سبعة عشر عاما وهو ينتحب والبسمة على شفتيه ويضحك والدمعة في عينيه ومازال يلعق جراحه ..أما آن الأوان أيها المتسلطون لترعووا وتتقوا الله فيه ، وتعدلوا عن مواكبة حفر الآبار قبل ان تقعوا فيها!!.

لعمري إن العراقيين لن يستمروا طويلا في البحث عن وطنهم ، وهم فيه مغتربون وقد علا صوتهم الهادر في ساحات الشرف بعد أن قدموا أرواحهم فداءً للعراق، وهل هناك ماهو أعز من الروح ؟!. بلى انه وطن اسمه العراق ، فحذارِ حذارِ و(ياحافر البير لاتغمج مساحيها خاف الفلك يندار وانت تكع بيها )!!.

1- بتصرف وتعريق ، ياحافر البير ، نايس كويتي 5-9-2011

إرسال تعليق

0 تعليقات